أكثر من 374 ألف راسب : هل تُعلن شهادة "البيام" أزمة التعليم في الجزائر؟

عرفت نتائج شهادة التعليم المتوسط لسنة 2025 صدمة كبيرة في الأوساط التربوية والعائلات الجزائرية، بعد رسوب أكثر من 374 ألف تلميذ، وهو ما يمثل نسبة 32.44% من مجموع 808,499 تلميذًا حضروا الامتحان. هذه النسبة المرتفعة أثارت حالة من الجدل والاستياء، خاصة في ظل غياب إجراءات استباقية لاحتواء آثارها التربوية والاجتماعية.

رغم ذلك، بلغت نسبة النجاح العامة 67.56%، حيث تمكن 433,308 تلميذًا من اجتياز الامتحان بنجاح. وقد تم تسجيل غياب 6,044 تلميذًا عن الامتحان ضمن المترشحين النظاميين، لأسباب تراوحت بين ظروف اجتماعية وصحية.

فئة المترشحين الأحرار عرفت بدورها نتائج ضعيفة، حيث لم ينجح سوى 2,338 ممتحن من أصل 7,902، في حين رسب 5,564 مترشحًا، مع تسجيل 4,555 حالة غياب عن الامتحان داخل هذه الفئة. هذه الأرقام تعكس هشاشة هذه الشريحة وتحدياتها الخاصة، خصوصًا في ما يتعلق بالمتابعة والدعم.

في الجانب الإيجابي، عرفت الدورة تحسنًا نوعيًا في تقديرات الناجحين. فقد حصل 3,931 تلميذًا على شهادة التعليم المتوسط بتقدير ممتاز، بينما نال 34,694 تلميذًا تقدير جيد جدًا، وبلغ عدد الحاصلين على تقدير جيد 68,905، فيما حصل 108,604 مترشحًا على تقدير قريب من الجيد. هذه النتائج تشير إلى أن فئة معينة من التلاميذ استطاعت تحقيق مستويات عالية من التحصيل، رغم الإكراهات العامة.

وتصدر النتائج وطنياً التلميذة مريم طلحاوي من متوسطة "رمضاني حسوني" بولاية بسكرة، بمعدل 19.58، فيما تقاسم المرتبة الثانية التلميذ أنيس باكير من ولاية الجزائر، والتلميذة خداس فاطمة من ولاية جيجل، بمعدل 19.46 لكل منهما.

وفي مواجهة هذا الوضع، أعلنت وزارة التربية الوطنية عن إجراءات خاصة لإعادة إدماج التلاميذ الراسبين، تتوزع على خمس فئات بحسب السن، عدد مرات الإعادة، أو العقوبات التأديبية السابقة.

تشمل هذه الإجراءات إمكانية إعادة السنة في نفس المؤسسة أو التحويل إلى مؤسسات أخرى، إضافة إلى دراسة الطعون التي ستُقدَّم في بداية الموسم الدراسي 2025/2026، خاصة للتلاميذ الذين تجاوزوا سن 16 عامًا.

ما بين رسوب جماعي ملحوظ، وتفوق فردي لافت، تبقى نتائج "البيام" لهذا العام عنوانًا لوضع تربوي معقد، يستدعي مراجعة عميقة للسياسات التعليمية والدعم المدرسي في الجزائر.

حاج إبراهيم