اختفاء واحتجاز نشطاء جزائريين ضمن قافلة الصمود في ليبيا ومصر
- cfda47
- 14 يونيو
- 3 دقيقة قراءة

في إطار محاولة قافلة “الصمود المغاربية” لكسر الحصار عن غزة، أفادت مصادر إعلامية وحقوقية بتعرض أفراد من القافلة لتدخلات أمنية في كل من ليبيا ومصر. وأسفرت هذه التدخلات عن اعتقال نشطاء (بينهم جزائريون) في ليبيا، وتوقيف وترحيل آخرين في مصر، بالإضافة إلى اختفاء ثلاثة نشطاء جزائريين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، وفق ما أكدته المصادر.
ليبيا: مداهمة واعتقال أربعة ناشطين
أكدت وسائل إعلام ليبية أن قوات أمنية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر داهمت مركبات قافلة “الصمود” أثناء توقفها قرب مدينة سرت شرقي ليبيا، وقامت باعتقال أربعة ناشطين واقتيادهم إلى جهة مجهولة .
وأفاد منظمو القافلة أن من بين المعتقلين ناشطَين جزائريَّين. وانقطع الاتصال تمامًا بالقافلة منذ عصر الجمعة (13 جوان) عقب هذا الاعتراض الأمني، بحيث لا تتوفر معلومات دقيقة عن أوضاع مئات المشاركين المتبقين .
وتخيّم القافلة حاليًا على جانب الطريق في مشارف سرت تحت حصار أمني، بانتظار الحصول على تعليمات بالمرور من سلطات شرق ليبيا . وقد أكدت الهيئة المشرفة على القافلة أن جميع الأفراد بخير رغم الظروف الميدانية الصعبة، حيث يُمنع إدخال المساعدات اللوجستية والغذائية وتعطلت الاتصالات والإنترنت في محيط التخييم . وما زالت القافلة الشعبية تناشد سلطات بنغازي السماح لها باستئناف رحلتها نحو معبر رفح لإيصال المساعدات لأهل غزة المحاصرين.
مصر: اختفاء ثلاثة نشطاء وترحيل مشاركين
في مصر، أفادت شهادات من نشطاء جزائريين وشخصيات سياسية عن اختفاء ثلاثة من أعضاء الوفد الجزائري المشارك في القافلة، وذلك منذ تدخل قوات الأمن المصري يوم 12 يونيو عند مدخل مدينة الإسماعيلية لمنع تقدم القافلة نحو معبر رفح .
وبحسب مصدر من الوفد الجزائري، يجري البحث لتحديد مكان النشطاء الجزائريين الثلاثة، إلى جانب عدد من المشاركين من جنسيات مختلفة، بعد أن اعتقلت قوات الأمن المصرية العشرات من أفراد القافلة في الإسماعيلية . ويجري التواصل بشكل مكثف مع السفارة الجزائرية والبعثات الدبلوماسية الأخرى لمتابعة الموضوع، على أمل عودة جميع الموقوفين والمختفين إلى مجموعتهم .
شفيق مجاهد – وهو معتقل رأي جزائري سابق وأحد المشاركين في القافلة – قدّم رواية تفصيلية عمّا جرى على الطريق إلى غزة. وأفاد مجاهد في منشور له أنه وزملاءه تعرّضوا للاحتجاز عند نقطة تحصيل الرسوم الأولى على الطريق السريع بين القاهرة والإسماعيلية، حيث قام أفراد بملابس مدنية بمصادرة جوازات سفرهم لأكثر من أربع ساعات دون أي صفة رسمية أو هويات واضحة . وأضاف مجاهد أن من حاولوا الاعتراض أو استرجاع وثائقهم اقتيدوا قسرًا تحت حراسة مشددة إلى منطقة معزولة، تحت طقس حارّ تجاوز 40 درجة مئوية ودون ماء أو طعام .
وبحسب شهادته، أُجبر المشاركون على ترك سيارات الأجرة التي أقلّتهم، ما تركهم عالقين في العراء دون جوازات أو مأوى أو وسيلة نقل – وهو ما اعتبره انتهاكًا صارخًا لحقوقهم الأساسية . وأكد مجاهد وقوع اعتداءات عنيفة على بعض النشطاء وإرغامهم على ركوب حافلات تابعة للقوى الأمنية، قبل أن يتم رمي بعضهم في طريق صحراوي على بعد 20 كيلومترًا من القاهرة .
في السياق نفسه، كشف الناشط والباحث الجزائري رؤوف فراح في منشور له أن اثنين من النشطاء الجزائريين المشاركين في القافلة – وهما إسحاق عڤون ويعقوب بن عراب – تم اعتقالهما واختفيا في القاهرة عقب حملة التوقيفات الأخيرة . وأثار هذا النبأ قلقًا واسعًا في أوساط الجالية الجزائرية، وسط مطالبات بتدخل السلطات لكشف مصيرهما وضمان سلامتهما.
من جهة أخرى، وثّق ناشطون عبر مقاطع فيديو جانبا من معاناة المحتجزين ضمن القافلة في مصر. وقد نشر لزهر زوايمية (وهو ناشط جزائري كندي مشارك في الرحلة) وآخرون تسجيلات مصورة تُظهر عشرات النشطاء الأجانب محتجزين داخل حافلات مغلقة، وهم يعانون من الترويع وسوء المعاملة على أيدي جهات أمنية .
كما أظهرت مشاهد أخرى ترحيل عدد من النشطاء فور وصولهم إلى مطار القاهرة، رغم حيازتهم تأشيرات دخول صالحة إلى مصر .
وأكد ناشطون أن السلطات المصرية قامت خلال الأيام الماضية بترحيل عشرات المشاركين الأجانب (من جنسيات مغاربية وأوروبية) إما من المطار أو من مقار إقامتهم في القاهرة، على خلفية نيتهم المشاركة في “قافلة الصمود” التضامنية .
استمرار توقف القافلة ومناشدات حقوقية
في ظل هذه التطورات، لا تزال قافلة الصمود متوقفة على مشارف مدينة سرت الليبية بانتظار السماح لها باستكمال مسيرتها نحو الحدود المصرية . ولم تصدر السلطات المصرية حتى الآن توضيحًا رسميًا حول ملابسات احتجاز وترحيل النشطاء على أراضيها .
في المقابل، تصاعدت دعوات منظمات حقوقية ودولية للتحقيق في ما وُصف بأنه تجاوزات بحق متطوعي القافلة، وضمان حرية التنقل وسلامة المشاركين في هذه المبادرة الإنسانية .
ويترقب أهالي النشطاء المختفين والمحتجزين أي أنباء مطمئنة، في وقت يواصل فيه المنظمون التفاوض مع الجهات المعنية أملاً في تيسير مرور القافلة ووصولها إلى غزة، تحقيقًا لهدفها الإنساني النبيل.
حاج إبراهيم
Comments