أعلنت وزارة الداخلية الموريتانية، أمس الثلاثاء، عن وفاة ثلاثة متظاهرين موقوفين على خلفية ما قالت إنها "أعمال شغب" شهدتها مدينة كيهيدي (جنوب) مساء الاثنين في حين شهدت مدن، بينها كيهيدي والعاصمة نواكشوط، احتجاجات لأنصار المرشح الذي حلّ ثانيا في انتخابات الرئاسة الحقوقي المعارض بيرام الداه اعبيد.
وقالت الوزارة، في بيان: "توفي ثلاثة أشخاص متأثرين بإصابتهم؛ إثر تصدي الشرطة للاحتجاجات بمدينة كيهيدي".
وأضافت أن "كيهيدي شهدت في وقت متأخر من الليلة البارحة أعمال نهب وتخريب عنيفة استهدفت المواطنين الآمنين وممتلكاتهم والمرافق العمومية وقوى الأمن".
وتابعت أن أعمال الشغب "أرغمت قوى الأمن على التصدي لها واحتجاز بعض المجموعات التي كانت تمارس الشغب في حالة تلبس جلية"، وفق البيان.
وأردفت: "نظرا للعامل المفاجئ ولتأخر الوقت ولارتفاع عدد المتظاهرين، وسعيا إلى السيطرة على الوضع، اضُطرت الوحدات الأمنية إلى احتجاز الموقوفين في أماكن الحجز المتوفرة".
و"في هذه الظروف سُجلت، للأسف الشديد، وفاة ثلاثة من المتظاهرين"، حسب الوزارة.
وتعهدت بـ"إجراء تحقيق شفاف للوقوف على أسباب وملابسات وفاة المعنيين، وإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق".
وفي وقت سابق الثلاثاء، انقطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد، تزامنا مع احتجاجات بمدن بينها نواكشوط، أعقبت إعلان نتائج انتخابات الرئاسة، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
ومساء الأحد، أعلن الداه اعبيد رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات، التي تنافس فيها 7 مرشحين، وتحدث عن "تزوير" و"انقلاب انتخابي".
وأعلنت لجنة الانتخابات، في اليوم التالي، فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات، إثر حصده 56.12 بالمئة من الأصوات.
فيما حلّ الداه اعبيد في المرتبة الثانية بحصوله على 22.10 بالمئة من الأصوات في انتخابات شارك فيها نحو 55 بالمئة من الناخبين، وهي ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ موريتانيا.
وشهدت موريتانيا انقلابات عديدة بين عامي 1978 و 2008، وسجلت في 2019 أول انتقال للحكم بين رئيسين منتخبين منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.
التحرير
Comentários