في الذكرى الخامسة لانطلاق الحراك الشعبي من أجل الديمقراطية، طالبت منظمة العفو الدولية في 22 فبراير، الحكومة الجزائرية بإطلاق سراح كل "المعتقلين بسبب ممارستهم حرية التعبير والتظاهر". ومنذ أيام أطلقت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين حملة لإطلاق سراح "228 معتقل رأي".
بعد مرور خمس سنوات من انطلاق الحراك الشعبي السلمي الذي دفع الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة إلى اعتزال السلطة، تتواصل عملية اعتقال الناشطين الحقوقيين بالجزائر .
"في 25 فبراير 2024 أوقفت الأجهزة الأمنية بمطار هواري بومدين في الجزائر الناشطة جميلة بن طويس (60 عاما).. متزوجة وأم لثلاثة أولاد، مقيمة في فرنسا وتحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، بعدما كانت قادمة من باريس لحضور جنازة والدتها، حيث تم احتجازها من قبل الأجهزة الأمنية واستجوابها مطولا ثم مصادرة وثائق سفرها قبل أن يتم إطلاق سراحها في وقت متأخر من اليوم نفسه، مع إلزامها بالحضور إلى مكتب الشرطة القضائية في الدار البيضاء يوم 28 فبراير 2024"، يقول بيان منظمة شعاع الحقوقية .
ومثلت الناشطة جميلة بن طويس أمام الشرطة القضائية في الدار البيضاء كما طلب منها، وخضعت لاستجواب آخر حول مشاركاتها المتعددة في نشاطات الجالية المساندة للحراك الشعبي، وآرائها في دعم التغيير الديمقراطي والسلمي في الجزائر، كما طال الاستجواب أغنية كانت قد كتبت كلماتها وغنتها، وهي أغنية تندد بالاعتقالات والقمع الذي يتعرض له ناشطوا الحراك على يد الأجهزة الأمنية بسبب مطالبهم بالديمقراطية ومدننة الدولة، ثم تسلمت استدعاءً آخر للحضور مجددا في 3 مارس 2024.
"بعد حضورها صباح يوم 3 مارس تم تقديمها لوكيل الجمهورية لمحكمة الدار البيضاء، حيث أُبلغت بالتهم الموجهة ضدها تحت طائلة المادة 87 مكرر، جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن وخارجه، المساس بسلامة ووحدة الوطن، التحريض على التجمهر غير المسلح، وهي تهم جميعها استندت إلى كلمات الأغنية التي كتبتها وغنتها.. ثم تمت إحالتها لقاضي التحقيق الذي أمر بإيداعها السجن الاحتياطي في سجن القليعة بولاية تيبازة. وفي يوم 4 مارس تم استئناف أمر الإيداع، لكن غرفة الاتهام أيدت أمر الإيداع يوم 13 مارس الحالي "، يضيف بيان المنظمة غير الحكومية والتي مقرّها لندن.
"حرقتوا بلادنا وذبحتوا ولادنا (...) يسقط حكم العسكر!ّ تسقط المخابرات! اللي قمعوا واللي حطوا ولادنا في المعتقلات. حرقتوا بلادنا وذبحتوا ولادنا ياجنرالات العار. غرقتوا ولادنا ورمتوهم في البحار". كانت هذه مقتطفات من كلمات أغنية الناشطة الجزائرية الفرنسية، جميلة بن طويس، التي أغضبت السلطات الجزائرية وكانت سببا للتحقيق معها وإيداعها السجن بانتظار المحاكمة.
التحرير