المحامي نورالدين أحمين: "معتقل الرأي محمد تجاديت يتمتّع بمعنويات عالية كونه يُدرك جيّدًا أسباب التضييق عليه"
- cfda47
- 13 مارس
- 4 دقائق قراءة

ذكر المحامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي بالجزائر، الاستاذ نورالدين أحمين، أنه خلال زيارته لسجن الحراش، وجد موكّله، محمد تجاديت "يتمتّع بمعنويات عالية كونه يدرك جيدا أسباب التضييق عليه".
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي، "زرت صباح اليوم معتقل الرأي محمد تجاديت في سجن الحراش، تحسبا لجلسة يوم غد، 2025/03/13 (أي اليوم الخميس)، وجدته كالعادة يتمتع بمعنويات عالية لكونه يدرك جيدا أسباب التضييق عليه".
للتذكير، تمّ توقيف المدافع عن حقوق الإنسان ومعتقل الرأي محمد تجاديت بتاريخ 2025/01/16 من طرف الضبطية القضائية وتم تقديمه أمام نيابة محكمة رويبة التي حررت في شأنه إخطارا بإجراءات المثول الفوري أمام المحكمة.
وذكر المحامي، نورالدين أحمين، أنه بتاريخ 2025/01/20 تمت محاكمة موكّله عن تهم " إهانة هيئة نظامية"، "المساس بسلامة الوحدة الوطنية"، "عرض لإنظار الجمهور منشورات وفديوهات وتسجيلات صوتية من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية والتحريض على التجمهر غير المسلح باستخدام تكنلوجية الاعلام والاتصال"، وصدر حكم في حقه بعقابه عن تلك التهم كلها بخمس سنوات حبس نافذ ومائتي الف دينار غرامة نافذة.
محمد تجاديت هو مدافع عن حقوق الإنسان عُرِف باسم "شاعر الحراك" . اشتهر بنصوصه الشعرية باللغة الدارجة الجزائرية، وهو من الشخصيات القيادية بين الشباب الناشطين خلال الحراك الشعبي، أين تعرض للمضايقات القضائية، التي بدأت في نوفمبر 2019. ومنذ ذلك الحين، تم سجنه خمس مرات.
تم اعتقاله لأول مرة في 11 نوفمبر 2019، خارج محكمة سيدي امحمد في الجزائر العاصمة، أثناء اعتصام تضامن مع سجناء الرأي. في 14 نوفمبر 2019، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد بحبسه احتياطيا بتهمة "نشر منشورات من شأنها المساس بالمصلحة الوطنية" بموجب المادة 96 من قانون العقوبات.
وفي 19 ديسمبر 2019، حكمت عليه محكمة سيدي امحمد بالسجن 18 شهرا. ولم ينل أي سجين رأي مرتبط بالحراك مثل هذه العقوبة القاسية في ذلك الوقت. وفي 2 يناير 2020، تم إطلاق سراحه بموجب عفو رئاسي. في 12 مارس 2020، تم تخفيف عقوبته عند الاستئناف إلى السجن لمدة عام مع وقف التنفيذ.
في 23 أوت 2020، تم اعتقال تجاديت مرة أخرى أثناء تفتيش منزل عائلته في هراوة. بعد أربعة أيام من الاحتجاز لدى الشرطة، في 27 أوت 2020، أمر قاضي التحقيق بمحكمة باب الواد بحبسه احتياطيا مع اثنين من المتهمين الآخرين، بعشر تهم، من بينها "العرض على الرأي العام لمنشورات من شأنها الإضرار "المصلحة الوطنية" و"التحريض على التجمهر غير المسلح" بموجب المواد 79، 96، 98، 100، 144، 144 مكرر، 196 مكرر، 290 مكرر من قانون العقوبات. وفي ذلك اليوم، بدأ تجاديت إضراباً عن الطعام احتجاجاً على الطبيعة التعسفية لاحتجازه، والذي استمر حتى محاكمته.
وفي 21 يناير 2021، تمت محاكمته أمام محكمة سيدي امحمد، حيث حكم على تجاديت بالسجن ستة أشهر، منها شهرين مع وقف التنفيذ. وبعد أن قضى عقوبته، أطلق سراحه في نفس اليوم.
في 4 أبريل 2021، تم القبض على تجاديت مرة أخرى بعد إبلاغه بأن ضابط شرطة اعتدى جنسيا على مراهق أثناء وجوده في الحجز بعد مشاركته في الاحتجاج الذي وقع في 3 أبريل 2021. وبحسب ما ورد تم إطلاق سراح القاصر في ولاية من الصدمة والصدمة بسبب الانتهاكات المزعومة.
وقام محمد تجاديت وناشط آخر بتصوير شهادته ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الفيسبوك، مما أثار الذعر بين الجمهور وجدلاً حول قضية سوء معاملة المعتقلين في مقرات مختلف الأجهزة الأمنية. في 8 أبريل 2021، بعد أربعة أيام من الاحتجاز لدى الشرطة مع أربعة أشخاص آخرين، تم تقديمهم أمام الوكيل العام لمحكمة سيدي محمد دون حضور محاميهم.
ووجهت إليهم تهم "إهانة موظف عام"، و"التشهير بالقضاء"، و"نشر أخبار كاذبة"، و"إفساد قاصر"، و"تحريض قاصر على الفجور" بموجب المواد 144، 146، 196 مكرر، 326، 144، 146، 196 مكرر، 326. و342 من قانون العقوبات.
في 29 مارس 2022، حكمت محكمة سيدي امحمد على تجاديت بالسجن لمدة عامين. وفي 27 يوليو 2022، تم تخفيف عقوبته عند الاستئناف إلى السجن 16 شهرًا. في 7 أغسطس 2022، تم اطلاق سراح تجاديت بعد أن قضى عقوبته.
في 26 أكتوبر 2022، وصف الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي احتجاز تجاديت التعسفي. وخلص الفريق العامل أيضًا إلى أن تجاديت والمتهمين الأربعة الآخرين معه قد تم اعتقالهم وإدانتهم بسبب أفعال تتعلق بحقهم في حرية التعبير.
وفي 24 أكتوبر 2022، تم اعتقال تجاديت للمرة الرابعة. واحتُجز لدى الشرطة لمدة ثلاثة أيام. وفي 27 أكتوبر 2022، اتُهم بـ "نشر معلومات مضللة" و"الكشف أمام الرأي العام منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية" و"التحريض على التجمهر غير المسلح" استنادا إلى المواد 96 و100 و196 مكرر من قانون العقوبات. وفي اليوم نفسه، أمر قاضي التحقيق بمحكمة سيدي امحمد بحبسه احتياطيا.
في 6 نوفمبر 2022، قبلت غرفة الاتهام بمحكمة الجزائر العاصمة الاستئناف ضد أمر الحبس، وألغت أمر قاضي التحقيق وقررت إطلاق سراح تجاديت بكفالة.
وبعد إطلاق سراحه، ظل تجاديت ضحية الترهيب والمضايقة من قبل الأجهزة الأمنية. وكان منزل عائلته وعائلته تحت المراقبة على مدار 24 ساعة. خلال عام 2023، تم اعتقال تجاديت ثلاث مرات: في 2 يناير، و4 أبريل، و20 أوت. ولكن بمجرد تقديمه أمام المحكمة، تم إطلاق سراحه مؤقتًا في كل مرة.
وفيما يتعلق باعتقاله في 4 أبريل 2023، اتُهم لاحقاً بـ "الكشف أمام الجمهور عن منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية" و"التحريض على التجمهر غير المسلح" بموجب المادتين 96 و 100 من قانون العقوبات.
في 29 يناير 2024، اعتقلت السلطات الجزائرية محمد تجاديت في منزله بالجزائر العاصمة. وفي اليوم نفسه، نُقل إلى مركز شرطة الرويبة، ثم نُقل إلى قوة أمن ولاية الجزائر العاصمة. وتم القبض عليه واستجوابه إثر شكوى قدمها رئيس الوكالة القضائية التابعة لوزارة الخزانة، وهي هيئة حكومية، بسبب انتقاداته للحكومة.
في 31 يناير 2024، مثل المدافع عن حقوق الانسان، محمد تجاذبت، أمام وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بمحكمة الرويبة بالجزائر العاصمة، دون حضور محام، لاستجوابه على خلفية تهم "الإشادة بالإرهاب" و"استخدام تكنولوجيات الاتصال لدعم منظمة و جماعة ارهابية". أعمال وأنشطة التنظيمات الإرهابية” عملا بالفصلين 87 مكررا 4 و 12 مكررا من قانون العقوبات.
وتستند التهم الموجهة إلى تجاديت إلى محادثات خاصة أجراها على تطبيق ماسنجر في عام 2021 وما قبله مع أعضاء من حركة رشاد.
وجرت هذه المحادثات قبل تعديلات قانون العقوبات وتصنيف هذا التنظيم منظمة إرهابية، فضلا عن إدراج 16 شخصا على قائمة الأشخاص المصنفين “إرهابيين” المنشورة في الجريدة الرسمية بتاريخ 27 فبراير 2022.
وعقب قرار قاضي التحقيق بإحالة تجديت إلى الحبس الاحتياطي، تم نقله إلى سجن الحراش.
في 31 يناير 2024، مثل أمام وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بمحكمة الرويبة بالجزائر العاصمة، دون حضور محام، لاستجوابه على خلفية تهم "الإشادة بالإرهاب" و"استخدام تكنولوجيات الاتصال لدعم منظمة و جماعة ارهابية". أعمال وأنشطة التنظيمات الإرهابية” عملا بالفصلين 87 مكررا 4 و12 مكررا من قانون العقوبات.
وترى المنظمات الحقوقية ان القضية الأخيرة المرفوعة ضد تجاديت هي واحدة من سلسلة طويلة من الملاحقات القضائية المرتبطة مباشرة بممارسته السلمية لحقوقه الإنسانية الأساسية.
كما يوضح هذا الاستخدام المتعسف للسلطات الجزائرية لتهم الإرهاب لملاحقة الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن آراء انتقادية.
فيما أرسلت منظمة "منا لحقوق الإنسان" نداءً عاجلاً في إطار الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة بشأن وضع محمد تاجديت في 24 يوليو 2024.
حكيم. ش
Comments