top of page

بين الشعائر المقدسة والطموحات السياسية: الحج في خدمة الدبلوماسية الجزائرية ؟

  • cfda47
  • 11 مايو
  • 2 دقائق قراءة

وجّه الرئيس عبد المجيد تبون رسالة إلى الحجاج الجزائريين بمناسبة انطلاق أول رحلة نحو البقاع المقدسة، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا خير سفراء للجزائر خلال موسم الحج.


في منشور له على منصات التواصل الاجتماعي، تمنى الرئيس تبون للحجاج التوفيق في أداء مناسكهم، داعيًا الله أن يحفظهم ويسهل لهم أداء النسك ويتقبل منهم. كما شدد على أهمية تمثيل الجزائر بصورة مشرفة خلال مقامهم في الأراضي المقدسة، في رسالة تحمل معاني الفخر والانضباط والسلوك الحضاري.حيث دعاهم إلى تمثيل الجزائر بشكل مشرف خلال أداء مناسك الحج.


هذه الدعوة تعكس رغبة القيادة الجزائرية في أن يكون المواطنون سفراء لبلدهم، ليس فقط من خلال أداء الشعائر الدينية، ولكن أيضًا عبر سلوكهم وأخلاقهم في التعامل مع الآخرين. يأتي هذا في إطار تعزيز صورة الجزائر على المستوى الدولي، خصوصًا في المحافل التي تجمع ملايين المسلمين من مختلف الدول والثقافات.


وتسعى الجزائر إلى تحسين صورتها الدبلوماسية لتعزيز علاقاتها مع الدول الكبرى، وجذب المزيد من الاستثمارات والشراكات الاقتصادية وبناء صورة إيجابية يساعد في تحسين التعاون الدولي، خاصة في الملفات السياسية والاقتصادية الحساسة، وذلك بدعم الإعلام المحلي لنقل صورة إيجابية عن الجزائر وإنجازاتها وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، والترويج للتراث الجزائري الغني، حيث تملك الجزائر تراثًا غنيًا يشمل المعالم التاريخية، الفنون، والموسيقى، ويجري الترويج لها على المستويين المحلي والدولي.


ناهيك عن تشجيع الرياضيين والفنانين والمثقفين الجزائريين على المنافسة في المحافل الدولية لرفع اسم الجزائر عالميًا.

إرسال الحجاج الجزائريين إلى مكة مع التأكيد على أنهم سفراء لوطنهم، يساهم في تقديم صورة إيجابية عن الجزائر في العالم الإسلامي، يرى بعض المراقبون. وتشجيع الشباب على الابتكار وريادة الأعمال لتقديم إنجازات جديدة كلها تُضاف إلى سجل الجزائر.


فالصورة الإيجابية للدولة تؤثر مباشرة على رغبة المستثمرين والشركات الأجنبية في الدخول إلى السوق الجزائرية. وتحسين سمعة الجزائر يمكن أن يساعد في زيادة فرص الاستثمار، خاصة في قطاعات الطاقة، التكنولوجيا والسياحة.


وتعمل السلطة الجزائرية جاهدة على تصحيح الصورة التي رسمها الإعلام الخارجي، حيث أنّ بعض التقارير الإعلامية العالمية تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الجزائر، مثل قضايا الحريات أو الأوضاع الاقتصادية، وهي تقارير تخرج من رحم الشعب الذي يعاني الضغط ، البطالة وتكميم الافواه، ممّا يدفع بالكثيرين منهم إلى المغامرة عبر عرض البحر للعيش في الضفة الأخرى من البحر المتوسط.


في المقابل، تعمل الحكومة على تقديم خطاب أكثر توازناً يعكس التطورات الإيجابية والإنجازات الوطنية الداخلية، التي يراها البعض لا تعكس الواقع.


للتذكير، فالجزائر تمتلك إمكانيات سياحية ضخمة، من الصحراء الكبرى إلى المدن التاريخية، لكنها لا تحظى بتغطية واسعة عالميًا. فتحسين الصورة يساعد في الترويج للثقافة والتراث الجزائري وجذب السياح من مختلف الدول.


تحسين صورة الجزائر لا يجب ان يكون فقط على المستوى الخارجي، بل أيضًا داخليًا لتعزيز الفخر الوطني وتشجيع المواطنين على دعم جهود التنمية، وذلك بإعطائهم الفرص الاستثمارية ودعمهم ماديا ومعنويا.


فالجزائر من بين الدول التي يغلب الشباب على تركيبة الفئات العمرية ، حيث يشكل الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، 40% من السكان، فيما يشكل الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما 4.1% فقط، حسب آخر الإحصاءات.


فتعزيز الفخر الوطني في الجزائر يعد محورًا أساسيًا في الخطاب الرسمي والسياسات العامة، حيث تسعى الدولة إلى ترسيخ الهوية الوطنية وبناء صورة إيجابية تعكس تاريخها وإنجازاتها، لكن في المقابل، يبقى ملف الحريات النقطة السوداء في تاريخ البلاد منذ الاستقلال.


حاج إبراهيم





Коментарі

Оцінка: 0 з 5 зірок.
Ще немає оцінок

Додайте оцінку
bottom of page