فاجعة ملعب 5 جويلية : 3 قتلى وأكثر من 80 مصابًا… من المسؤول ؟
- cfda47
- 22 يونيو
- 3 دقيقة قراءة

تحولت فرحة تتويج فريق مولودية الجزائر بلقب الدوري الجزائري إلى لحظة مأساوية، بعدما أودى انهيار سياج حديدي في مدرجات ملعب "5 جويلية" بحياة ثلاثة مشجعين، وأدى إلى إصابة أكثر من 80 آخرين، بحسب ما أكدته وزارة الصحة الجزائرية.
الحادثة وقعت أثناء الاحتفالات الجماهيرية الصاخبة مساء السبت، حين تدافع المئات من مناصري "العميد" باتجاه المدرجات السفلية، ما أدى إلى انهيار الحاجز نتيجة الضغط الكبير. وسرعان ما عمّت الفوضى، وتحركت فرق الحماية المدنية لإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.
شهادات من قلب الحدث
الكثير من المشجعين عبّروا عن صدمتهم من تكرار مثل هذه الكوارث، واعتبروا أن ما حدث ليس مجرد حادث عرضي، بل نتيجة إهمال مزمن في البنية التحتية وسوء التنظيم.
على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت هاشتاغات مثل #سقوط_مناصري_المولودية و #كارثة_5_جويلية، حيث طالب الآلاف بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال، سواء من إدارة الملعب أو الجهات المنظمة.
كما عبّر البعض عن فقدان الثقة في قدرة السلطات على تأمين الفعاليات الرياضية، مشيرين إلى أن الملاعب تحوّلت من فضاءات للفرح إلى أماكن للخطر. وظهرت دعوات لمقاطعة المباريات أو تنظيم وقفات احتجاجية أمام وزارة الشباب والرياضة.
في المقابل، أظهر الجمهور أيضًا روح تضامن عالية، حيث شارك كثيرون في حملات التبرع بالدم، وعبّروا عن دعمهم لعائلات الضحايا والمصابين، مؤكدين أن "الكرة لا تستحق أن تُفقد فيها الأرواح".
يقول أحد الحاضرين، ويدعى كريم (22 سنة): "كنا نحتفل ونغني، وفجأة سمعنا صوت الحديد يتكسر، ثم رأينا الناس يسقطون فوق بعضهم البعض. لم نعرف ما الذي يحدث، كان المشهد مرعبًا."
أما سميرة، وهي مشجعة كانت في المدرج المقابل، فتروي: "رأيت شابًا يُسحب من تحت الحاجز وهو ينزف. لم يكن هناك عدد كافٍ من رجال الأمن، والناس كانوا يصرخون طلبًا للمساعدة."
تحرك رسمي وتعاطف شعبي
زار وزير الصحة عبد الحق سايحي رفقة وزير الشباب مصطفى حيداوي المصابين في المستشفيات، مؤكدين تسخير كل الإمكانات الطبية لعلاجهم، في حين قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلغاء مراسم التتويج الرسمية احترامًا لأرواح الضحايا.
من جهته، عبّر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن عميق حزنه، وقدّم تعازيه لعائلات الضحايا عبر منشور على منصة "إكس"، مثمّنًا الروح التضامنية التي أبداها اللاعبون والجماهير، حيث تبرع عدد من نجوم الفريق بالدم للمصابين، في لفتة إنسانية مؤثرة.

مأساة جديدة تفضح هشاشة البنية التحتية للملاعب الجزائرية: من المسؤول ؟
ردود فعل الجمهور الجزائري على حوادث الملاعب، خصوصًا الأخيرة في ملعب "5 جويلية"، كانت مشحونة بالغضب والحزن، ومليئة بالمطالبات بالمحاسبة والتغيير الجذري. رغم التحركات الرسمية، يطرح الشارع الجزائري سؤالًا ملحًا: من يتحمل مسؤولية هذه الفاجعة؟ هل هو ضعف البنية التحتية للملعب؟ أم غياب التنظيم الأمني الكافي؟ أم أن الأمر نتيجة إهمال متراكم في إدارة المنشآت الرياضية؟
التحقيقات لا تزال جارية، لكن الحادثة أعادت إلى الواجهة مطالبات قديمة بإصلاح الملاعب وضمان سلامة الجماهير، حتى لا تتحول لحظات الفرح إلى مآتم جماعية.
تكرار الكوارث في الملاعب: متى تتحمل الجهات المعنية المسؤولية ؟
للأسف شهدت الملاعب الجزائرية عدة حوادث مشابهة في السنوات الأخيرة، ما يسلّط الضوء على أزمة متكررة في معايير السلامة والتنظيم، أبرزها:
حادثة ملعب الدويرة (2024): خلال أول مباراة رسمية يحتضنها الملعب الجديد "علي لابوانت" بين مولودية الجزائر واتحاد المنستيري، سقط مشجع يُدعى وليد بوعزيز من الطابق العلوي، وتوفي لاحقًا متأثرًا بإصابة في الرأس.
انهيار مدرج في مستغانم (أكتوبر 2024): خلال مباراة فاصلة في دوري الدرجة الثانية، انهار جزء من المدرج بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وفاة مشجع وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
حادثة حفل سولكينغ (2019): في ملعب 20 أوت 1955، وخلال حفل موسيقي، تسبب التدافع عند البوابات في وفاة 5 أشخاص وإصابة أكثر من 30، بعد تجاوز عدد الحضور الطاقة الاستيعابية للملعب.
ملعب 5 جويلية (2013): شهد نفس الملعب الذي وقعت فيه الحادثة الأخيرة انهيارًا جزئيًا في مدرجاته خلال مباراة بين الاتحاد الرياضي الجزائري ومولودية الجزائر، ما أسفر عن مقتل مشجعين اثنين وإصابة العشرات.
هذه الحوادث المتكررة تطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام الجهات المعنية بمعايير السلامة، وتدفع نحو ضرورة إصلاح شامل للبنية التحتية الرياضية في البلاد.
حكيم ش
Bình luận