top of page

"لن أذهب إلى كانوسا": هذا ما قصد الرئيس تبون من موضوع زيارة باريس

اختار الرئيس عبد المجيد تبون، الرّد على سؤال بخصوص مصير زيارته المعلنة سابقا إلى فرنسا هذا الخريف، بالقول " لن أذهب إلى كانوسا" مما أعطى انطباعا بأنها باتت في حكم المؤجلة أو الملغاة في ظل توتر بين البلدين.


وهو التعبير الذي أطلقه المستشار الألماني بسمارك في نهاية القرن التاسع عشر، ويعني "طلب المغفرة"، ويشير إلى ما أُجبر عليه الإمبراطور الألماني هنري الرابع، في القرن الحادي عشر، عندما ذهب إلى مدينة كانوسا الإيطالية، ليطلب من البابا غريغوري السابع رفع الحرمان الكنسي عنه.


ولم يزر الرئيس تبون فرنسا منذ أن تولى الرئاسة في 2019، وكانت أول زيارة له إلى باريس مقررة بداية ماي 2023 لكن الزيارة أُرجئت إلى جويلية 2023، قبل أن تتأجل إلى خريف 2024، أي بين نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر.


ويستشف من تصريحات تبون الأخيرة أنه يرفض زيارة فرنسا في ظل الظروف الراهنة، والشرخ الكبير الحالي في علاقات البلدين بسبب ملفات مرتبطة باستعمار فرنسا لبلاده (1830-1962) والهجرة غير النظامية والصحراء الغربية.


وشهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا فتورا من جديد، بعد أن أعلنت باريس في نهاية اوت الماضي دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية.


وشنعبدالمجيد تبون، مساء السبت، هجوما حادا على "أطراف فرنسية متطرفة" قال إنها استخدمت ملف اتفاق الهجرة بين البلدين وملف الذاكرة المرتبط بتداعيات الاستعمار "لإخراج حقدها تجاه الجزائر".


واعتبر أن دعوة بعض الأطراف الفرنسية إلى مراجعة اتفاق 1968 المتعلق بتنقل وإقامة الجزائريين في فرنسا هو مجرد "شعار سياسي ترفعه أقلية متطرفة تكن الكراهية والحقد للجزائر".


وشدّد تبون أن هذا الاتفاق "لا يؤثر بأي شكل على أمن فرنسا"، والترويج لغير ذلك يندرج في إطار "الابتزاز والأكاذيب التي يجري تلفيقها لزرع الكراهية في نفوس باقي الفرنسيين تجاه الجزائر".


وبخصوص عمل اللجنة المشتركة مع باريس بخصوص ملف الذاكرة، والتي تضم مؤرخين جزائريين وفرنسيين، قال تبون إنها "لعبت دورها في البداية، غير أن التصريحات السياسية التي تدلي بها أقلية فرنسية تكن الكره للجزائر أثرت على عملها".


وأضاف: "نريد الحقيقة التاريخية، ونطالب بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي الذي كان استيطانيا بحتا، ولن نقبل الأكاذيب التي يتم نسجها حول الجزائر".


تبون دعا فرنسا إلى التركيز على القضايا الهامة في علاقات البلدين، وخصوصا تنظيف مواقع التجارب النووية والكيميائية جنوبي البلاد، التي قادت حسبه "فرنسا إلى مصاف الدول النووية"، بينما لا تزال الجزائر تحصد إلى اليوم ويلات ذلك من أمراض طالت البشر والحيوان والنبات.



ح. إبراهيم

٢١ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page