من مونتريال… الطلبة الجزائريون يؤكدون أن التميّز إرثٌ يتجاوز الحدود
- cfda47
- 17 مايو
- 2 دقائق قراءة

استضافت جامعة ماكغيل بمونتريال، أمس الجمعة، النسخة الثانية من المؤتمر السنوي لجمعية الطلبة الجزائريين ASA McGill، المنعقد تحت شعار: “التميّز الجزائري إرث عبر الأجيال”، بمشاركة رفيعة من الكفاءات الجزائرية في كندا، وبحضور مسؤولين دبلوماسيين جزائريين، إلى جانب مشاركة عن بعد لكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج، سفيان شايب.
هذا الحدث الطلابي والعلمي، الذي تشرف عليه جمعية تأسست حديثًا مطلع عام 2024، يعكس ديناميكية جديدة في صفوف الجالية الجزائرية، لا سيما فئة الشباب الجامعي، الذين يسعون إلى تمتين روابطهم مع بلدهم الأم، والمساهمة في إبراز الصورة الإيجابية عن الجزائر في الفضاءات الأكاديمية الدولية.
وقد عرفت الندوة حضور السفير الجزائري لدى كندا، نورالدين سيدي عابد، والقنصل العام في مونتريال، محمد زرقط، ما يعكس انخراطًا واضحًا من البعثة الدبلوماسية الجزائرية في دعم المبادرات الجمعوية العلمية، وتعزيز حضور النخب الجزائرية على الساحة الكندية.
وفي كلمته، عبّر سفيان شايب عن دعمه الكامل لهذه المبادرة، معتبرًا أن تأسيس الجمعية يشكل خطوة مهمة لتنظيم جهود الطلبة الجزائريين، وتشبيكهم ضمن إطار مؤسسي يعزز انخراطهم في الحياة العلمية والمهنية.
كما أبرز المتحدث أهمية إشراك الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج في مسار التنمية الوطنية، من خلال ما سماه “الاستثمار في الحركية وتنقل العقول”، وهو ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لربط الجسور بين الداخل والخارج، عبر مشاريع ملموسة، مثل استحداث فريق الكفاءات الجزائرية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، وإطلاق بوابة رقمية خاصة بالكفاءات الوطنية.
من جهة أخرى، شهد المؤتمر مشاركة أسماء علمية جزائرية بارزة، على غرار المخترع الدكتور بلقاسم حبة، والدكتورة نسرين رجام، المتخصصة في مجال الصحة، مما يعزز المكانة المرموقة للكفاءات الجزائرية على الساحة الدولية، ويؤكد أن التميز الجزائري لا يعرف حدودًا.
وفي قراءة أوسع، تنسجم هذه المبادرات مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان، لاسيما ما يتعلق بـالحق في التنظيم، المشاركة، حرية التنقل، وتقاسم المعرفة، كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادتان 13 و27)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادتان 15 و6).
فمن خلال دعم الدولة لهذه الفعاليات، يتجلى حرص الجزائر – وإن ضمنيًا – على احترام وتعزيز مشاركة المواطنين في الخارج، وتمكينهم من المساهمة في مستقبل وطنهم، دون قيود، وفي إطار تشاركي مفتوح.
يمثل هذا المؤتمر نموذجًا متقدّمًا عن كيفية انتقال الجالية الجزائرية من مجرد حضور سكاني في الخارج، إلى فاعل أكاديمي وعلمي له أثر حقيقي. وقد شكّل اللقاء مناسبة لتأكيد الإرادة السياسية في الجزائر لإشراك الجالية بفعالية، وتثمين مساهمتها كرافد للتنمية، وليس كامتداد رمزي.
وفي الختام، وجه كاتب الدولة تحية تقدير للحضور، معبّرًا عن أمله في لقاء قريب مع الطلبة الجزائريين في كندا، في مناسبات مماثلة، تتواصل فيها جسور الانتماء والعمل المشترك.
نسرين ج
Comments