وسط التوتّرات الدولية: تأثير ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري

قفزت أسعار النفط بأكثر من 12% بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، مما أثار مخاوف بشأن اضطرابات في إمدادات النفط العالمية. ارتفع خام برنت إلى 77 دولارًا للبرميل قبل أن يقلص مكاسبه قليلًا، بينما صعد الخام الأميركي بنسبة 8.5% إلى 73.8 دولارًا للبرميل.

ارتفاع أسعار النفط سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الجزائري، نظرًا لاعتماد البلاد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز. وفقًا لدراسة قياسية، كل زيادة في سعر النفط بمقدار 1 دولار تؤدي إلى ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 48 دولارًا في الجزائر.

لكن التأثير ليس دائمًا إيجابيًا على المدى الطويل، إذ أن تقلبات الأسعار قد تؤدي إلى عدم استقرار اقتصادي، مما يبرز الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل لضمان استدامة النمو الاقتصادي. كما أن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى زيادة الإنفاق الحكومي في المدى القصير، لكنه قد يتلاشى لاحقًا إذا لم يتم استثمار العائدات بشكل فعال.

من جهة أخرى، استمرار ارتفاع الأسعار خلال 2024 كان متوقعًا بسبب زيادة الطلب العالمي وانتعاش الاقتصاد في الصين والهند والولايات المتحدة، إضافةً إلى العوامل الجيوسياسية مثل التوترات في الشرق الأوسط.

الأسواق تترقب تأثيرات التصعيد، حيث قد تؤدي التوترات إلى إعاقة ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا من الإمدادات النفطية إذا قررت إيران اتخاذ إجراءات مضادة، مثل استهداف البنية التحتية أو تقييد المرور عبر مضيق هرمز.

في المقابل، أكدت وزارة النفط الإيرانية أن الهجوم لم يلحق أي ضرر بالمصافي والمستودعات الرئيسية، وأن عمليات التكرير وإمدادات الوقود مستمرة دون انقطاع. كما تأثرت حركة الطيران، حيث أغلقت الأردن والعراق وإسرائيل مجالاتها الجوية مؤقتًا، وألغت شركات الطيران رحلاتها إلى عدة وجهات في المنطقة.

حكيم ش