صورة: منظمة العفو الدولية
نفى الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس" يوسف أوشيش، أثناء حلوله في حصة "ثيمليليث" التي بثتها قناة "بيربير تي في" الأربعاء 8 جوان، كونه اتهم منظمة العفو الدولية "أمنيستي" بخدمة مصالح أجنبية أثناء إجابته على أسئلة الصحفيين في الندوة الصحفية التي نظمها الحزب يوم 4 جوان بمقر الحزب.
الجزائر 10 جوان 2022
الأمين العام للأفافاس قال أنه يتأسف على إخراج جوابه من سياقه، وقال أن ذكره لأمنيستي كان أثناء جوابه على سؤال تم فيه ذكر أمنيستي حول المادة 87 مكرر وحقوق الإنسان بصفة عامة. أوشيش قال "لم أعمم ولم أكن أعني منظمة العفو الدولية" وهذا حين تحدث عن خدمة المنظمات الغير حكومية لأجندات أجنبية. يوسف أوشيش قال أيضا أن "هناك عملا محترما تقوم به بعض المنظمات الغير حكومية في مجال حقوق الإنسان لكن أحيانا هناك بعض المنظمات التي تخرج من إطارها الذي فيه وتمس سيادة الدول، وهنا نحن ضد التدخلات الأجنبية".
وكان الأمين العام للأفافاس وفي إجابته على سؤال الصحفي بوزيد ايشعلالن حول تأخر تنديد "الأفافاس" باستعمال المادة 87 مكرر للزج بمناضلين في السجن، اعتقالات كثيرا ما نددت بها منظمة العفو الدولية والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أوشيش أجاب أن حزبه ندد بتلك الاعتقالات وتضامن مع المعتقلين "...نحن لا ننتظر صراحة في جبهة القوى الاشتراكية منظمة العفو الدولية أو المنظمات التي تريد أن تملي سياستها على الجزائر وتمارس ضغطا من أجل ضمان مصالح أسيادها ومصالح رعاتها الأجانب من أجل التنديد (بالاعتقالات، ملحوظة المحرر). نحن نندد لأننا نؤمن بعمق أنها انتهاكات يعيشها مواطنونا ونندد لأن هذا من أساساتنا".
هذا المقطع من الإجابة تم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي ولاقا استهجانا واستغرابا من هذه الاتهامات الصادرة من حزب معارض والتي أقل ما يقال عنها هو أنها خطيرة، دون تقديم دليل، وخصوصا وأن الأفافاس حزب قريب من منظمة العفو الدولية، وحتى كان من إطارات المنظمة من كان مناضلا في حزب الأفافاس.
عن هذه العلاقة وما تغير فيها تجيبنا صافية جاوي بصفتها مناضلة في جبهة القوى الاشتراكية والتي شغلت منصب أمينة خزينة الفرع الجزائري لمنظمة العفو الدولية، أما في الأفافاس فقد شغلت منصب الأمينة الوطنية للشباب كما شغلت أيضا منصب نائبة الأمين الوطني المكلف بالعلاقات الدولية، أن ما في الأمر هو أن كل تنظيم مستقل يعمل وفق خارطة الطريق التي رسمها هو دون فرض أو إملاء من أي كان.
"تسمح نفس الأهداف ببعض التعاون والشراكة. لكن عندما تختلف الأهداف أو المصالح أو الأولويات، فإن هذا لا يجعل شركاء الأمس خصومًا أو أعداءً، بل يجعلهم بدائل أو مشاريع مقترحة. كل على طريقته الخاصة بالطبع! لا أريد أن أقول أن جبهة القوى الاشتراكية أو منظمة العفو الدولية لم يكونا شريكين ولا يمكنني القول أنهما لم يعودا كذلك. لقد خدمت تقارير منظمة العفو الدولية الأفافاس كثيرًا في وقت حرج من تاريخ البلاد والعكس صحيح. إرساء سيادة القانون هو أحد الأهداف الرئيسية للأفافاس. وهذا يعني أولاً احترام القوانين النافذة والمعاهدات والاتفاقيات التي تحددها الدولة، ومن دور منظمة العفو الدولية العمل على ضمان ذلك. لا يمكن الفصل بين تيارات المجتمع المدني التي تحمل نفس الأيديولوجية كما أنه ليس صحيا خلق جدالات أو تغذيتها دون داع. نحن بحاجة إلى توحيد الجهود وبالطبع مصلحة بلادنا تأتي أولاً!"تقول جاوي صافية.
في اتصال إذاعة من لا صوت لهم بالفرع الجزائري لمنظمة العفو الدولية، المنظمة وعلى لسان مديرتها حسينة أوصديق قالت أنه ليس لديها أي تعليق حول هذا الموضوع. لكنها قالت أن "منظمة العفو الدولية منظمة هدفها الوحيد هو الدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. تندد بانتهاكات حقوق الإنسان مهما كان المكان الذي حصلت فيه ومهما كان مرتكبها. وهذا ما يمنح مصداقية لانتقاداتنا" وأضافت أن المنظمة هي حركة عالمية تضم تظم أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم "ملتزمون بالدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم" إضافة إلى امتلاك المنظمة لمكاتب .إقليمية في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وفروع في أكثر من 70 دولة بما في ذلك الجزائر.
ما هي منظمة العفو الدولية وماذا تفعل في الجزائر؟
الفرع الجزائري لمنظمة العفو الدولية هي جمعية معتمدة من وزارة الداخلية وخاضعة لقانون الجمعيات 12/06. حسب مديرة الفرع حسينة أوصديق "يمكن لأي شخص أن يكون عضوا في منظمة العفو الدولية" وأعضاء الفرع من مختلف فئات المجتمع لكن بدرجة أكثر من الطلاب. "حاليًا، أعضاؤنا هم بشكل رئيسي من الشباب، وخاصة الطلاب. لدينا أيضًا أعضاء بأجر وعاطلين عن العمل ومتقاعدين. إجمالاً، لدينا أكثر من 500 عضو موزعين على 58 ولاية.لدينا أيضًا أكثر من 19000 ناشط يعملون لصالح حقوق الإنسان دون أن يكونوا أعضاء في الجمعية".
أما عما تقوم به هذه الجمعية فمحدثتنا تقول "عمل منظمة العفو الدولية في الجزائر هو نفس عمل جميع هياكل منظمة العفو الدولية في جميع أنحاء العالم: الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها." ولتحقيق ذلك الجمعية تقوم بعدة نشاطات منها "إعداد التقارير والإجراءات على أساس المعلومات التي تم جمعها في الميدان من قبل باحثينا. تتيح لنا هذه المعلومات، التي تم التحقق منها، نشر التقارير والبيانات الصحفية بانتظام لتنبيه وسائل الإعلام والرأي العام إلى انتهاكات حقوق الإنسان المختلفة."
وعبر هذه التقارير والبيانات تقوم الجمعية بحشد نشطائها وعامة الناس للضغط على الحكومة للوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان. "على سبيل المثال، في الجزائر، نحشد من أجل إطلاق سراح سجناء الرأي ومراجعة القوانين التي تقيد الحق في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات. للقيام بذلك ، ننشر بانتظام بيانات صحفية ونحشد أعضائنا ونشطائنا وعامة الناس من خلال التوقيع على العرائض. كما نقوم بأعمال المناصرة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لاحترام حقوق الإنسان." تضيف أوصديق.
مما تقوم به أيضا الجمعية هو التعريف بحقوق الإنسان وذلك بتنظيم تدريبات للتعريف بما هي حقوق الإنسان للسماح للمواطنين بمعرفة حقوقهم للدفاع عليها "لقد طورت منظمة العفو الدولية أداة تدريب رائعة عبر الإنترنت تقدم خطة تدريب غنية ومتنوعة، في متناول الجميع، حتى يتمكن الناس من فهم حقوقهم بشكل أفضل والتعبئة للدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. هذه التدريبات مجانية ومتاحة بعدة لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية، إلخ) على موقع أكاديمية حقوق الإنسان التابع لمنظمة العفو الدولية."
ماجيد صراح
Comments