top of page

الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين "فرع عنابة" وراء غلق أقسام اللغة الامازيغية بمدرسة "ريزي عمر"


صورة رمزية



قررت السلطة الجزائرية منذ سنة 2016 ترقية اللغة الأمازيغية، وإكسابها الطابع الرسمي مثلها مثل اللغة العربية، وتنص المادة الرابعة من دستور 2016 على أنّ "تمازيغت" هي لغة وطنية ورسمية، تعمل الدولة لترقيتها وتطويرها بكل تنوعاتها اللسانية المستعملة عبر التراب الوطني، وتعهدت الحكومة الجزائرية بالعمل على تطوير هذه اللغة خاصة ما تعلق بمجال تدريسها في المؤسسات التربوية.


تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قضية صدمت الرأي العام الجزائري و بالخصوص مناضلي و مدافعي الهوية الامازيغية إحدى ثوابت الأمة الجزائرية.


بدأت القضية بعد نداء استغاثة اطلقه استاذ اللغة الامازيغية بالمدرسة الابتدائية "ريزي عمر" بولاية عنابة الذي تمّ تعيينه من طرف وزارة التربية في نفس المدرسة منذ شهر ديسمبر 2017، خلفًا لاستاذة اخرى كانت قد غادرت الابتدائية بعد أشهر قليلة من تعيينها كأستاذة لغة امازيغية.


"اذاعة من لا صوت لهم" اتصلت باستاذ اللغة الامازيغية الذي ادلى بتصريحه مرفوقا بكل الوثائق الادارية اللازمة : " كانت الامور تسير على مايرام خلال الدخول المدرسي 2017/2018 حيث تمّ تكوين عدة فروع لتعلم اللغة الامازيغية التي أقرها الدستور لغة رسمية الى جانب اللغة العربية منذ 2016. كانت مديرة المدرسة خلال تلك الفترة حريصة على احترام تعليمة وزارة التربية التي قامت بتخصيص غلاف مالي لفتح وظيفة تخص تدريس اللغة الامازيغية."

" في نفس الفترة، كان الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين (فرع عنابة) المعروف ب ( ENPEF ) يسعى جاهدًا للضغط على أولياء التلاميذ لمنع ابناءهم من تعليم اللغة الامازيغية ! "

الممثل الولائي للاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين (فرع عنابة) استغل صفة "عدم اجباريتها" التي روجها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المعادون للبعد الهويّاتي الامازيغي لاقناع أولياء التلاميذ بسحب ابناءهم من مادة اللغة الامازيغية. و هذا يعارض البيان الرسمي الذي نشرته الوزارة عبر صفحتها بالفايسبوك و الذي ينص على أن ” المنشور الوزاري المُنظم لتدريس اللغة الأمازيغية، الذي ينص على عدم مطالبة أولياء التلاميذ بإمضاء استمارات للموافقة أو عدمها على تسجيل بناتهم وأبنائهم أو مواصلة الدراسة فيها لا يزال ساري المفعول”.


ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين على مستوى ولاية عنابة، كان يمارس ضغوطات مستمرة على زملاءه الاساتذة و كذا اولياء أمر التلاميذ منذ ديسمبر 2017، أي بعد تعيين الاستاذ، صاحب نداء الاستغاثة. بعدما أقنع ممثل الاتحاد ENPEF ، اولياء التلاميذ بعدم اجبارية اللغة الامازيغية، تقلّص عدد التلاميذ المتمدرسين للغة الامازيغية الى 54 تلميذ.

"في نفس الفترة، كان ممثل الاتحاد يمارس ضغوطات على مديرة المدرسة لانها، حسبه، هي من شجعت أولياء التلاميذ على تسجيل ابناءهم في الاقسام الامازيغية." يقول مصدرنا.


ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين (فرع عنابة) استغل مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بحملات تشهير و قذف ضد مديرة المدرسة التي من المفروض ان تكون زميلة له و مسؤولة عليه، و ضد استاذ اللغة الامازيغية حتى خلال العطلة الصيفية !


منشورات فايسبوكية معادية للبعد الهوياتي الامازيغي، أحدى ثوابت الأمة الجزائرية ، لم تزعج وزارة التربية و لا السلطات المعنية لاتخاذ اجراءات درع ضد شخص ممثل نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين على مستوى ولاية عنابة.


" تمّ فصل مديرة المدرسة بتهمة كيدية و بقي استاذ اللغة الامازيغية وحده يعاني الامرّين . و وصل به الأمر أن تمّ إخلاء قسمه نهائيا بسبب الاضراب المتواصل الذي شنه ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين (فرع عنابة) للقضاء نهائيا على ادراج اللغة الامازيغية في أقسام إبتدائية "ريزي عمر"." يقول مصدر آخر.



للتخلص من معاناته قدّم استاذ اللغة الامازيغية طلب تسريح لمديرة التربية على مستوى ولاية عنابة، كي يتسنّى له الانتقال الى ولاية اخرى و ابتدائية اخرى تحفظ له كرامته. لكن طلبه قوبل بالرفض.

و للضغط عليه، تمّ اجباره على تسجيل حضوره الى المدرسة و تضييع وقته بدل تقديم درسه باللغة الامازيغية. في نفس الوقت، حاولت الادارة استدراجه لتقديم دروس باللغة العربية أو اللغة الفرنسية بدلا عن اللغة الامازيغية التي من أجلها غادر الاستاذ عائلته بتيزي وزو و قبل بالمكوث في غرفة متواضعة بالاقامة الجامعية .

و هذه الطريقة التعسفية تستعملها عدة قطاعات عمومية بالجزائر أين تحاول الادارة الضغط على العمال غير المرغوبين فيهم كي يقوم هؤلاء بمغادرة وظائفهم بطريقة طوعية مما يجعلهم لقمة سائغة لتلطيخ ملفهم الاداري !

" خلال الدخول المدرسي الحالي 2022/2023 تمّ إعادة الاعتبار للمديرة السابقة التي عادت الى منصبها كمديرة لمدرسة "ريزي عمر" .هذا الخبر الذي تلقّاه ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين على مستوى ولاية عنابة كالصاعقة." يضيف المصدر


في اتصال مع مديرة المدرسة السابقة التي ارسلت كل الوثائق الادارية و كذا العريضتين التي أودعتهما ضد ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بولاية عنابة و كذا مدير جريدة "اقتصادية" تنشط على مستوى ولاية عنابة , صرحت لاذاعة من لا صوت لهم " قبيل الدخول المدرسي قام ممثل الاتحاد بحملة تشويه فايسبوكية اخرى ضد شخصي كمديرة وضد استاذ اللغة الامازيغية. "

"بتاريخ 4 جويلية 2022، أعلن ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين بعنابة عن حملة إضراب لطرد المديرة التي أضحت في المرصاد منذ فتحها للاقسام الامازيغية." يقول مصدر آخر.

و في منتصف شهر أوكتوبر الماضي، انتقلت المديرة الى مدرسة اخرى، بعد أن قام ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين بالتشهير مرة اخرى بمديرة المدرسة و بأستاذ اللغة الامازيغية عبر موقعه المفضل "فايسبوك" ! مستغلا بعض الجرائد التي تنشر على مستوى ولاية عنابة و المعادية للهوية الامازيغية ، بتاريخ 7 سبتمبر 2022.

قامت مديرة المدرسة المفصولة عن منصبها بابتدائية "ريزي عمر" برفع دعوى قضائية ضد شخص ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين على مستوى ولاية عنابة بتهمة التشهير و التهديد و التحريض على الاضراب. كما قامت برفع دعوى قضائية ضد مدير جريدة "اقتصادية" تنشر على مستوى ولاية عنابة بتهمة التشهير و نشر معلومات كاذبة ضد شخصها.

في حين اكتشفت مؤخرا أن جريدة اخرى تنشط على مستوى ولاية عنابة قامت ايضا بنشر مقال مغلوط و كاذب -في شهر سبتمبر الماضي- في حق شخصها دون حتى محاورتها ! هذه الاخيرة (الجريدة) قامت للمرة الثانية بالتشهير بها أمس الثلاثاء 15 نوفمبر.



استاذ اللغة الامازيغية قدم أول درسه باللغة الامازيغية مباشرة بعدما اصبحت قضيته قضية رأي عام و هو الآن بصدد الانتقال الى ولاية أخرى لمزاولة عمله كأستاذ لغة أمازيغية بعيدا عن الكابوس الذي يعيشه منذ ديسمبر 2017.

تجدر الاشارة أن بعد حملة المساندة إزاء شخص استاذ اللغة الامازيغية ، قامت مديرة التربية على مستوى ولاية عنابة بإمضاء التسريح الذي انتظره الاستاذ بفارغ الصبر كي يتنفًس -أخيرا- الصعداء بعيدا عن ولاية عنابة و عن ضغط ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين الذي أعفي من منصبه منذ تاريخ الأمس الثلاثاء !

المدافعون عن حقوق الانسان و المناضلين الميدانيين يطالبون وزارة التربية و السلطات المعنية بفتح تحقيق حول القضية و محاسبة كل الاطراف المتواطئة في الموضوع لاعادة الاعتبار لكل ضحايا لوبيات النقابة التي اضحت خطرا على مستقبل المدرسة الجزائرية، خاصة و أن قضية استاذ اللغة الامازيغية بابتدائية "ريزي عمر" كشفت عن معاناة أساتذة لغة أمازيغية على مستوى ولايات : البليدة، وهران، تيبازة، الجلفة و بومرداس.


التحرير


317 vues0 commentaire
bottom of page