
تحيي الجزائر، غداً الإثنين، الذكرى الـ78 لمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية ضد عشرات الآلاف من العزل، وهي مناسبة لاستذكار تضحيات أكثر من 45 ألف شهيد سقطوا بنيران الشرطة والعسكر الفرنسي في ڤالمة، سطيف وخراطة ومناطق أخرى من البلاد.
“مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر: تقارير شهادات و أعلام” هو عنوان الإصدار الجديد الذي أصدرته جمعية النبراس الثقافية لبلدية سطيف وهو كتاب جماعي يتضمن تقاريرا وشهادات لمن عايشوا أحداث المجزرة.
الكتاب حسب وكالة الأنباء الجزائرية يحتوي في صفحاته ال 153 “تقارير لباحثين و مختصين في التاريخ و هم الأساتذة سفيان لوصيف و بشير فايد و محمد بن ساعو و محمد كراغل و كمال خليل من قسم التاريخ و الآثار بجامعة سطيف 2 والدكتورة خميسة مدور من جامعة قالمة”.
منسق الكتاب، البروفيسور سفيان لوصيف، وفي تصريح لوكالة الأنباء قال بأن هذا العمل يتناول عديد القضايا ذات الصلة بمجازر 8 ماي 1945 من بينها تقرير المحافظ المركزي لشرطة مدينة سطيف حول تلك المجازر والذي يقدم وجهة نظر فرنسية، أيضا تقريرين سويسريين عن الأحداث، و تداعيات تلك المجازر على المجتمع السطايفي من خلال الأرشيف الفرنسي.
من جانبه سطر المركز الجزائري للسينما برنامجا سينمائيا خاصا بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلد لضحايا مجازر 8 ماي 1945 وذلك بعرض مجموعة من الأفلام الثورية والوثائقية بمتحف سينما الجزائر العاصمة إلى غاية 11 ماي الجاري، حسبما أفاد به، بيان المركز.
وتماشيا مع الاحتفالات المخلدة لتضحيات الشعب الجزائري ونضالات شهداء مجازر الثامن ماي 1945 والذي تم تكريسه يوما وطنيا للذاكرة، شرع المركز الجزائري للسينما في تقديم دورة للأفلام الثورية والوثائقية المخلدة لهذه الأحداث الأليمة والتي تبرز يوميات النضال والكفاح المسلح للثوار الجزائريين في مواجهتهم للاستعمار الفرنسي.
وقد انطلق عرض هذه الأفلام مطلع الأسبوع الجاري وإلى غاية 11 ماي الجاري، بمعدل 3 حصص في اليوم، وكانت البداية مع الفيلم الوثائقي "8 ماي 1945 الآخر" (2008) للمخرجة ياسمينة عدي، إلى جانب برمجة أفلام أخرى مثل "الخارجون عن القانون" (2010) لرشيد بوشارب و"البئر" (2015) للمخرج لطفي بوشوشي و"زبانة" (2012) لسعيد ولد خليفة و"الدخلاء" (2015) لمحمد حازورلي.
وقال الرئيس تبون في رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلد لذكرى المجازر الشنيعة التي اقترفت في الثامن ماي 1945، أن هذه الذكرى تندرج ضمن الأيام الوطنية الخالدة التي صنع فيها هذا الشعب العظيم أمجادا وملاحم تاريخية عظيمة ستظل متجذرة في وجدانه لتذكي في نفوسنا النخوة وتقوي اللحمة الوطنية والروابط بالوطن، وتزرع في ضمير الأمة الاعتزاز بروح النضال والمقاومة التي ترسخت لدى أبناء أرض الجزائر الزكية وعبر الأجيال المتعاقبة وأضاف رئيس الجمهورية، "لقد أنجبت الجزائر على مر تاريخها العريق أجيالا من المواطنين المقاومين والمناضلين، تشهد على تعلقها بمثل الحرية والكرامة". و "ما يوم الثامن 1945 الذي عملنا على تكريسه يوما وطنيا للذاكرة إلا تعبيرا ساطعا قويا عن روح المقاومة الأصيلة في الأمة وتمسكها بتلك المثل النبيلة".
فضلاً عن ذلك، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الدولة عازمة في جزائر جديدة سامقة وفية على أن تضع ملف التاريخ والذاكرة في المسار الذي نتمكن فيه من إضفاء كامل الشفافية والنزاهة والموضوعية بعيدا عن أية مساومات أو تنازلات.
التحرير