صورة للشاعر المصري محمد التهامي
من بين إبداعات شعراء مصر المشيدة بالمشاركة الوجدانية في "ثورتنا التحريرية" تجلّى من خلال قصائد تصور بصدق مواقع المواجهات ومعارك الثوار وبطولات الشعب رجالا ونساء.
ومن بين هؤلاء الشعراء المصريين، نجد محمد التهامي الذي خصص قصيدة شعرية لمدح الثورة والثوار بجبال الاوراس الجزائرية.
وكان اول اختبار بكالوريا 2023 لشعبة الاداب و الفلسفة، موضوع النص الشعري المستمد من موسوعة الثورة الجزائرية في الشعر العربي.
لكن، خلال تقديم موضوع الامتحان في مادة اللغة العربية، لاحظ معظم الممتحنين الخطأ الفادح الذي يخص اسناد القصيدة لشاعر تونسي.
والمعروف ان القصيدة هي شعر لمحمد التهامي الذي يبدأ نصها (أوراس) قائلا "إلى متى تعظم البلوى ونحتمل/أوراس لم يبق إلا أنت والأمل".
كما يقول في مطلع قصيدته (بطل الجزائر) التي نشرها عام 1955 "في الهول في لهب المجازر/ ألقاك يا بطل الجزائر".
والمعروف عن محمد التهامي أنه شاعر مصري ولد بمصر و توفي في مصر، خصّص قصيدة شعرية معروفة، تمجّد جبال الاوراس الجزائرية الى جانب غيرها من الأشعار التي نظمها شعراء مصر الكنانة إعجابا بثورة الجزائر وثوارها.
وكان الشاعر عضو بارز فى المجالس القومية المتخصصة، وفى لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة ، ومجلس ادارة اتحاد الكتاب ، وسكرتير عام جمعية الادباء ، وعضو بنقابة الصحفيين .
شارك فى اكتر من 30 مهرجان ومؤتمر شعري ، و نشر ديوانه الشعري الاول وهو طالب فى المرحلة الثانوية.
ولم يكن محمد التهامي الشاعر المصري الوحيد الذي خصص اشعارا للثورة الجزائرية المجيدة، بل نظم ايضا محمود جبر الذي عرف نفسه بأنه "شاعر آل البيت وشاعر الشبان المسلمين" قصائد شعرية تحمل احداها عنوان (يوليو والجزائر) ويقول في مطلعها "يوليو وأبطال الجزائر/ صور تثير بنا الخواطر/ صور المغاوير الأباة هفت لهم منا المشاعر/ مرحى لمن ترك الفرنس هياكلا بين الحفائر/ هذي الفرنسا كل مولود بها من بطن عاهر/ هذي الفرنسا شعبها من كل فاجرة وفاجر/ هذي الفرنسا يوم هتلر لم تكن إلا حظائر."
ومن خلال دراسة أكاديمية تجاوزت الثلاثين صفحة، تطرّق الباحثون الى الدور الذي قام به الشعراء من كل الاوطان لمساندة الثوار الجزائريين والتي لا تقل أهمية ولا تأثير عن دور المقاومين بالسلاح حيث يقف "شعراء المقاومة في مقدمة المثقفين والمبدعين لأنهم يمثلون منذ فجر التاريخ ضمير البشرية ولأنهم يملكون سلاح الكلمة والفكر الذي يستطيع التغلب على الأسلحة المادية وبهذا السلاح المعنوي يدافعون عن أقدس قضية وهي الحرية والعدل." حسب الدراسة.
وأضافت الدراسة التي حملت عنوان (كيف استلهم شعراء النيل ثورة الأوراس) أن قيم الحرية والعدل انعكست على مضمون القصائد.
وأشارت إلى أن "فرنسا الاستعمارية كانت تتشدق بالحرية وظلت ترفع الشعار الذي نادت به ثورة 1789 ولكنها لم تتورع عن غزو المغرب، تونس واحتلال الجزائر منذ عام 1830.
"ولقد انخرط الآلاف من الجزائريين في الحرب العالمية الثانية، دفاعا عن فرنسا ضد الغزو النازي ولما انتصر الحلفاء طالب أبناء الجزائر بالاستقلال الذي وعدتهم به فرنسا فلم تستجب لمطلبهم العادل فانتفضوا في مظاهرات سلمية سنة 1945 عمت ربوع البلاد فكان أن ارتكب الجيش الاستعماري أفظع المذابح في مدن قسنطينة وقالمة وسطيف وبلغ عدد الضحايا 45 ألف شهيد."، تقول الدراسة.
وتضم الدراسة الاكاديمية نحو 80 قصيدة لشعراء مصريين منهم محمد التهامي، محمود حسن إسماعيل وصالح جودت وأحمد مخيمر ومحمود غنيم وعبدالمنعم عواد يوسف وجليلة رضا وفتحي سعيد وعبدالرحمن الخميسي وفؤاد حداد وكامل الشناوي وزكريا القاضي وعبدالرحمن الشرقاوي.
ولد الشاعر محمد التهامي بمصر في فبراير 1929، واشتغل فى ميدان المحاماة والاعلام ، فكان مدير تحرير جريده الجمهورية من سنه 1953 لغايه سنه 1958 ، ومدير ادارة الاعلام بجامعه الدول العربيه من سنه 1958 لغاية سنه 1974 ، ورئيس بعثة جامعه الدول العربيه فى اسبانيا من سنه 1974 لغاية سنة 1979 ، واخيرا مستشارا لجامعه الدول العربيه لغاية تقاعده .
وتوفي الشاعر محمد التهامي في فبراير 2015 بمسقط رأسه مصر.