top of page

تدريس الانجليزية في الابتدائي: تخوفات المختصين


صورة لقسم في مدرسة جزائرية. وكالة الأنباء الجزائرية


شرعت مديريات التربية بمختلف الولايات في استقبال طلبات حاملي شهادات الليسانس في الانجليزية وفي الترجمة وهذا بهدف توظيفهم لتدريس اللغة الانجليزية في الابتدائي بداية من هذا الدخول المدرسي وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية. القرار الغير منتظر، انقسم حوله الجزائريون بين مرحب وبين متخوف وحملت شهادات سارعوا للاستفسار حول العملية للتخلص من معاناة البطالة.


اذاعة من لا صوت لهم تقربت من مختصين وذلك من أجل معرفة أرائهم حول الموضوع. رفيق لعصب، أستاذ لغة انجليزية بجامعة مولود معمري بنيزي وزو أجابنا على عجالة أنه يعتبر أن القرار متسرع وغير مدروس، فحملة شهادات الليسانس المتخرجون من الجامعات لا يمتلكون الأدوات البسيكولوجية والمعرفية للتدريس في الابتدائي.


"يفتقر هؤلاء المدرسون للأدوات البسيكولوجية والبيداغوجية اللازمة لتدريس أطفال في مثل هذا العمر. خصوصا وأن مديريات التربية تريد توظيف أساتذة شهرا قبل بداية الموسم الدراسي. هذا غير كاف حتى ولو تم بذل أقصى المجهودات لتدريبهم." لعصب يضيف أن العواقب ستكون سيئة لهذه الدفعات الأولى للتلاميذ الذين سيدفعون حسبه ثمن "الشعبوية".


"ماذا سيدرس الطلاب في المتوسط في سنتهم الأولى للانجليزية؟ من المفترض أيضًا أن يكون أول اتصال لهم بهذه اللغة الأجنبية. هل سيكون نفس المحتوى كما هو الحال مع أطفال المدارس الابتدائية؟ هل كان هناك أي عمل في هذا الاتجاه؟ ما هي اللجنة التي قامت به وما هي النتائج التي خلصت إليها؟ إذا لم يكن هناك أي عمل جدي سبق هذا القرار، فسيكون الأمر أكثر خطورة" يختتم لعصب حديثه.


عدم جاهزية حاملي شهادات الليسانس للتدريس مباشرة في الابتدائي هو ما ذهبت إليه أيضا ثيزيري رقيق، أستاذة لغة انجليزية بثانوية أيت سماعيل ببجاية وخريجة المدرسة الوطنية العليا للأساتذة بالقبة. "حسب علماء النفس يمكن للطفل استيعاب أكثر من لغة وبالتالي فالمشكل لا يكمن في اظافة لغة أخرى لتدريسها للأطفال في الابتدائي. أعتقد أن المشكل يكمن في كثافة البرنامج والطريقة التي يدرس بها، وليس في اللغة ذاتها. الحصول على شهادة ليسانس لا يكفي وحده للتدريس، ففي الجامعة لا يتم تكوين الطلبة لا على الجانب البسيكولوجي ولا على الجانب البيداغوجي. كثيرا ما ألاحظ الفرق بين زملائي الذين تخرجوا من مدرسة الأساتذة وزملائي الأخرين الذي تخرجوا من الجامعة، اختلاف كبير من حيث مهارات التدريس. حملة الليسانس بحاجة لتدريبهم تدريبا حقيقيا ليتمكنوا من التدريس، خصوصا تدريس الأطفال الصغار."


نفس الرأي يذهب إليه أحمد كريم، أستاذ لغة انجليزية متقاعد الذي يلاحظ أن أغلب مدرسي اللغة الانجليزية هم حملة شهادات ليسانس وما يحتاجون له هو "البيداغوجيا وكثير من الصبر".


"المدرسة الجزائرية مريضة والجامعة أيضا مريضة. لن يتمكن الخريجون أبدًا من التعامل مع هذا الجيل الجديد من التلاميذ. إنهم بحاجة إلى عديد الندوات والتدريبات في علم النفس والتربية. لكن طالما أننا نركض خلف فرص العمل من أجل أجرة من أجل ضمان حياة كريمة خصوصا مع هذه الوضعية الاقتصادية فإننا لن ننجح أبدا. في رأيي أن هذا القرار لن ينجح فكان لابد من تحضير الأرضية مسبقًا من ناحية البرامج والمعلمين والكتب المدرسية ." يقول أحمد كريم.


أما بالنسبة لنور أولد حوسين، أستاذ لغة انجليزية بمدرسة خاصة في تيزي وزو فيعتبر القرار جيدا "هو شيء جيد حيث سيتم تقريب الطفل من اللغتين الفرنسية والانجليزية في سن مبكرة. فقط نحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان هناك عمل جدي وبرنامج بيداغوجي على المدى الطويل".



التحرير

145 vues0 commentaire

Opmerkingen


bottom of page