كتمت سر اغتصابها من قبل مظليين فرنسيين خلال 40 عاما... لكن المجاهدة الجزائرية لويزات إغيل أحريز قررت البوح به في 2002 في مقابلة صحفية مع جريدة "لوموند" الفرنسية.
هذه المقابلة "غيرت حياتها بالكامل" وجعلتها تبحث لسنوات عديدة عن الطبيب الفرنسي الذي ساعدها دون جدوى حيث إنه فارق الحياة في 1997.
القصة تبدأ بصوت امرأة هي لويزات إغيل أحريز، تروي لحظات وقوعها في كمين للجيش الفرنسي واقتيادها إلى الفوج العاشر للمظليين الذي كان متواجدا بحيدرة في أعالي مدينة الجزائر العاصمة. قالت لويزات إنه كان هنالك نقيب فرنسي اسمه غرازياني يدخل ويخرج بشكل مفرط من زنزانتها خلال فترة اعتقالها، وهو من قام باغتصابها في نهاية المطاف.
وتضيف لويزات: "كنت أغتصب مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. جسمي كان يرتعش حينما أسمع صدى أحذية العسكريين الفرنسيين. تمنيت لو عذبت وضربت بكل الوسائل، وألا أغتصب".
قصة أليمة كتبتها الصحافية فلورنس بوجيه ورسمها الرسام أوريل، تعود إلى الواجهة على شكل فيلم رسوم متحركة أنجزته يومية "لوموند" بالتعاون مع مجلة "رسم" تحت عنوان "لويزات".
بعد المقابلة التي نشرتها جريدة "لوموند" الفرنسية في 2002 مع المجاهدة الجزائرية لويزات إغيل أحريز والتي تحدثت فيها عن تعرضها لعمليات اغتصاب وتعذيب من قبل مظليين فرنسيين خلال "معركة الجزائر" العاصمة الشهيرة عام 1957، قررت الجريدة نفسها بالتعاون مع مجلة "رسم" نشر فيلم على شكل رسوم متحركة حول هذه القصة التي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا والجزائر ودفعت العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين آنذاك إلى الخروج عن صمتهم.
جاء هذا الفيلم القصير (نحو 12 دقيقة) تحت عنوان "لويزات". أعدته الصحافية فلورونس بوجيه التي أجرت الحوار في 2002، لتكون بذلك من بين الأوائل الذين سلطوا الضوء على قضيتي الاغتصاب والتعذيب اللتين كانت ضحيتهما الكثير من المجاهدات والمناضلات الجزائريات إبان ثورة التحرير (1954-1962) ضد المستعمر الفرنسي.
ونكتشف على مدار قصة الفيلم وسرد لويزات للأحداث أن التعذيب والاغتصاب داما ثلاثة أشهر كاملة إلى أن تمكن عسكري برتبة عقيد كان يعمل كطبيب في الجيش الفرنسي ويدعى ريشو من تبديل مكان اعتقالها وإرسالها إلى سجن نظامي.
ورفض الكولونيل مارسيل بيجار الذي يعتبر من بين أبرز العسكريين في الجزائر أثناء الحرب الجزائرية، في حوار مع إذاعة "فرانس أنتر" في 2002 تحمل مسؤولية عملية اغتصاب وتعذيب المناضلة لويزات إغيل أحريز من قبل المظليين قائلا: "لا أستطيع أن أقتل ولو دجاجة على الطريق".