top of page

رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، يرد على المساهمة التي كتبها السفير الفرنسي السابق، كزافييه دريانكور


خلال مساهمة كتبها السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافييه دريانكور، في صحيفة لوفيغارو، توقع السفير الفرنسي "انهيار النظام في الجزائر وجرّ الجمهورية الخامسة معه نحو السقوط.". وختم بأن الجمهورية الرابعة (أطاح بها ديغول سنة 1958) ماتت في الجزائر، فهل ستنهار الجمهورية الفرنسية الخامسة بسبب الجزائر؟.


وسبب هذه الخلاصة، حسب السفير الفرنسي السابق في الجزائر أن هناك تحالفا بين جيش مناهض لفرنسا في الجزائر والإسلاميين، حيث يشترك الاثنان في كراهية فرنسا، والإرادة القوية للقضاء على بقايا الاستعمار لغويا وثقافيا، مع جعل فرنسا تدفع ثمن ماضيها الاستعماري، من خلال الهجرة والاعتذار.


واعتبرت العديد من الأوساط، هذا الكلام محاولة يمينية لتعكير العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وذلك في سياق صراع فرنسي داخلي يراد أن تكون الجزائر وقودا له. فيما امتنع الجانب الرسمي ممثلا في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، عن التعليق على كلام دريانكور، كونه لا يمثل جهة رسمية في بلاده.


وجاء رد الفعل السياسي الأول، من رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، الذي يمثل بروتوكوليا الرجل الثاني في الدولة فضلا عن كونه من ضباط جيش التحرير الوطني خلال حرب الاستقلال الوطنية. ولم يتردد رئيس مجلس الأمة ، في وصف كلام السفير الفرنسي السابق، بأنه تعبير عن بقاء الاستعمار التي لا تزال تعمل لإبقاء الوصاية. وأبرز على هامش جلسة في مجلس الأمة، أن “هذه التصريحات من أشخاص مارسوا مسؤولية لبلادهم في الجزائر والتشاؤم حول مستقبل البلاد، تثبت أن الاستعمار ومخلفاته وأفكاره لا تزال موجودة لإبقاء البلاد تحت الوصاية”.


ودعا صالح قوجيل في كلامه لعدم إسقاط كلام دريانكور على كامل الفرنسيين، قائلا “نؤكد في البداية أننا لما قمنا بالثورة فرقنا بين الشعب الفرنسي والاستعمار الفرنسي وهو ما يجب أيضا فعله اليوم حيث يجب التفريق بين بقايا الاستعمار والشعب الفرنسي”.


وفند رئيس مجلس الأمة طروحات السفير، فيما يتعلق بالمقارنة التاريخية التي عقدها بين سقوط الجمهورية الرابعة الفرنسية في الجزائر سنة 1958 وتوقعاته أن تسقط الجمهورية الخامسة اليوم بفعل الهجرة الجزائرية أيضا، مشيرا إلى أن “الجمهورية الرابعة سقطت من خلال نضال وكفاح الشعب الجزائري والثورة المجيدة، ولا علاقة لذلك باليوم”، وهو كلام يريد من خلاله قوجيل القول إن الجزائر دولة مستقلة وليست معنية بالشأن الداخلي لمستعمر الأمس.


تحول في الفترة الأخيرة، السفير الفرنسي السابق في الجزائر كزافييه دريانكور بعد إصداره كتاب “اللغز الجزائري” الذي يروي فيه مسيرته بالجزائر، إلى أكثر أعداء الهجرة الجزائرية في فرنسا من خلال تدخلاته في الإعلام الفرنسي، وطالب خلال السنة الأخيرة في عدة مناسبات بإلغاء اتفاقية 1968 التي تعطي بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين، واعتبر أن السلاح الوحيد لفرنسا في مواجهتها للجزائر هو التلويح بوقف التأشيرات.



التحرير

6 vues0 commentaire
bottom of page