رشيد نكاز
غادر اليوم الأربعاء 18 جانفي، المعارض رشيد نكاز السجن، هذا ما نشره مقربوه على صفحته فايسبوك دون ذكر التفاصيل حول الموضوع.
وبأتي هذا الإفراج وقد راسل رشيد نكاز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم 10 ديسمبر الماضي يخبره فيها عن نيته اعتزال السياسة، وهذا بعد إلغاء العفو الرئاسي الذي كان ينتظر الإستفادة منه. رشيد نكاز قال في رسالته أنه سيتفرغ للعلاج والاهتمام بأسرته التي أهملها بسبب التزاماته وانخراطه في الحياة السياسية.
ويعتبر رشيد نكاز من بين الشخصيات التي كثيرا ما صنعت الحدث في الساحة السياسية الجزائرية منذ قدومه للجزائر وللترشح للإنتخابات الرئاسية في الجزائر في 2014.
من مواليد 9 جانفي 1972 بفرنسا، حيث نشأ في حي شعبي ودرس التاريخ والفلسفة بجامعة الصربون، كي يدخل بعد ذاك الحياة العملية بإطلاق مؤسسة ناشىة بعد ذلك لسوق العقار أين قام بجمع ثروة.
في 2006 أعلن عن نيته للترشح للإنتخابات الرئاسية الفرنسية المبرمجة في 2007، لكنه فشل في جمع العدد الكافي من التزكيات من طرف المنتخبين لتقديم ملف ترشحه.
أثناء هذه الفترة عرف بتكفله بدفع الغرامات التي تفرض على المنقبات اللائي يظهرن بنقابهن في الفضاءات العامة في فرنسا ثم في دول أوربية أخرى.
في 2013 يعلن عن ترشحه للإنتخابات الرئاسية الجزائرية في 2014، وبالتالي تخليه عن الجنسية الفرنسية. لم يتمكن رشيد نكاز من تقديم ترشحه لهذه الإنتخابات لأنه لم يقدم العدد الكافي من التوقيعات اللازمة للترشح، والتي قال أنه جمعها لكن سرقت منه. بعد ذلك ينظم تجمعا أمام البريد المركزي بالعاصمة حضره مئات المواطنين. رشيد نكاز يعلن بعد ذلك عن إطلاق حزب سياسي جديد وفتح باب الإنخراط فيه وهو حزب حركة الشبيبة من أجل التغيير. الحزب الذي لم يتمكن من الحصول على اعتماد.
متسلحا بهاتف نقال يستعمله لنشر فيديوهاته على المباشر، يبدأ بعد ذلك رشيد نكاز رحلته في الجزائر حيث ينظم عديد المسيرات وحده متنقلا بين الولايات خصوصا الداخلية منها، أين يلتقي المواطنين ويتحدث معه كل ذلك يوثقه ببث مباشر في فايسبوك. إضافة إلى وقفات أخرى خارج الجزائر، أمام المستشفلى الذي كان يتعالج فيه عبد العزيز بوتفليقة في سويسرةن أو مقر شركة توتال البترولية أو أمام منزل مسؤول الأفلان السابق عمار سعداني بفرنسا.
هذه التحركات، وحضوره في بلاطوهات التلفزيون منحه شعبية سمحت له بجمع ما يلزم من التوقيعات للترشح للانتخابات الرئاسية في 2019. الترشح الذي لم يكن ممكنا بسبب تعديل شروط الترشح في 2016 الذي يمنعه من ذلك.
لكن رشيد نكاز فاجأ الجميع حين ظهر في الندوة الصحفية بعد تقديم الملف مرفقا بشخص اخر قدمه على أنه ابن عمه الذي يحمل نفس الاسم مثله "رشيد نكاز" والذي قال أنه سيقدم ملف الترشح باسمه وسيكون هو مدير حملته. رشيد نكاز قال انذاك وفي بث مباشر من تحت نخلة في مقر اقامة عائلته بالشلف أنه سابقا لما دخل الجزائر كان "نية" لكنه تعلم من تجاربه وقال أنه أوجد "خطة أ وخطة ب وخطة س'' وأنه درس كل الإحتمالات.
حلقة الترشح هذه لم تكتمل بعد إلغاء الانتخابات الرئاسية في أفريل 2019 بسبب الحراك الذي دفع بوتفليقة للخروج من الباب الضيق بعد أن كان ينتظر عهدة خامسة.
انخرط رشيد نكاز في الحراك ودخل وسط الجماهير التي كانت ترفعه على أكتافها.
عارض الانتخابات المبرمجة في ديسمبر 2019 والتي حملت عبد المجيد تبون كرئيس، ونادى لمقاطعتها ومنعها كما وعد بالتكفل بدفع غرامات المتابعين في هذه القضية.
تم اعتقاله في 4 ديسمبر 2019، ومنذ ذلك الحين بدأت متاعبه مع العدالة والسجن تؤثر على صحته وعلى نفسيته، كي ينتهي مشوار رشيد نكاز بالإعلان عن انسحابه من الساحة السياسية في رسالة موجهة لعبد المجيد تبون بتاريخ 10 ديسمبر 2022 بعد تسع سنوات من النشاط نجح فيها في أن يصنع لنفسه اسما بطريقة مخالفة عن المألوف في الجزائر.
قال عنه البعض في 2013 بأنه مهرج وظهر على إحدى البلاطوهات أنه لا يعرف حتى النشيد الوطني الجزائري، لكن بعد ذلك تمكن من كسب كثير من الجزائريين الذين منحوه توقيعاتهم لانتخابات 2019 الرئاسية، وحملوه على أكتافهم، كما تأسفوا حين إعلانه على انسحابه من الساحة السياسية.
التحرير
Komentarze