افتتحت أمس الخميس، وزارة الثقافة الجزائرية بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر و المنظمة الأمريكية "تحالف الأثار"، مختبر رقمنة على مستوى متحف باردو بالعاصمة لتكوين سجلات الكترونية للتراث الثقافي الجزائري واتاحة هذه السجلات للجمهور في موقع المتحف.
وتأتي هذه المبادرة لحماية الثرات الجزائري من جرائم السرقة نظرًا لاهمية ودور تكنولوجيا الاعلام والاتصال في الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري من الضياع، والتعريف به وجعله في متناول الباحثين والمهتمين والأهم من هذا صون ذاكرة الأمة وهويتها.
وقد برزت في السنوات الأخيرة العديد من المشاريع في هذا المجال، بين حكومية وخاصة، غير أنها تبقى محدودة ولا تلبي حجم وثراء وأهمية هذا التراث والإهمال الذي يعانيه القطاع.
ويمثل مشروع رقمنة التراث الثقافي، أحد أهم المحاور المستحدثة في عصرنا هذا، حيث تشتغل كل الدول والمنظمات الدولية بما فيهم اليونسكو على خلق نظام رقمي يشمل كامل أقسام التراث الثقافي المادي واللامادي، وكذا ناتج الابحاث الاثرية ، بالإضافة إلى محاولة خلق أنماط جديدة من للترميم ثلاثي الأبعاد.
ويدخل هذا المحور ضمن متطلبات العصر الرقمي الذي نعيشه، ويهدف أساسا إلى حماية التراث الثقافي من الأعمال الغير قانونية والاتجار بالممتلكات الثقافية، وفي ظل تفاقم ظاهرة التخريب تلعب الرقمنة دورا أساسيا في حفظ سند معلوماتي يتم الرجوع إليه من أجل استرجاع كل ما يتعلق بالمواقع الأثرية أو المعالم والمباني التاريخية والأثرية، والقطاعات المحفوظة والمنقولات الأثرية.
وأطلقت وزارة الثقافة في 2016 بوابة الكترونية مخصصة للتراث المادي واللامادي كالسينما والمسرح والأدب ومختلف التعابير الفلكلورية كالقصائد الشعبية والأغاني والأناشيد وكذا المهن المتعلقة بالفنون بالإضافة إلى المتاحف والمواقع التاريخية والأثرية.
للتذكير فان مشاريع التراث الثقافي بين الجزائر والولايات المتحدة الامريكية بلغت قيمتها حوالي مليون دولار منذ 2019 بعد التوقيع على مذكرة بين البلدين بشأن حماية الممتلكات الثقافية.
وخلال حفل الافتتاح، صرحت السفيرة الأمريكية التزابيت مور أوبين: " نهدف إلى إتاحة الوصول إلى السجلات التراثية ليس فقط في الجزائر".
"الرقمنة الوقائية" هي أيضا في صميم أبحاث مخبر الهندسة المعمارية المتوسطية لجامعة فرحات عباس بسطيف الذي انتهج بدوره في 2018 طريقة عمل تعتمد على أخذ بصمات رقمية ثلاثية الأبعاد للممتلكات الأثرية بهدف الاحتفاظ بها في قاعدة بيانات لاستغلالها فيما بعد في الترميم في حال ما إذا تعرضت للتخريب بفعل حرب أو أي عوامل طبيعية أو بشرية.
ناهيك عن المخطوطات التي تعتبر من أهم الدعائم المعرفية المحتاجة للرقمنة نظرا لقدمها وقابليتها الشديدة للتلف مثل المخطوط الديني الذي تحوزه الزوايا المنتشرة عبر ربوع الوطن .
للتذكير، فان العديد من الجامعات والهيئات الحكومية أطلقت أيضا منذ سنوات برامج لرقمنة المخطوطات والمؤلفات القديمة على غرار المكتبة الوطنية وجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة
والمجلس الاعلى للغة العربية والمجلس الإسلامي الأعلى والمحافظةالسامية للأمازيغية.
وقد شهدت جامعة باتنة 1 بالاشتراك مع مديرية الثقافة والفنون و مديرية السياحة و OGEBC في يوم المتحف العالمي واختتام فعاليات شهر التراث ، تنظيم المؤتمر التكويني الدولي الأول حول "رقمنة التراث الثقافي واقتصاد المعرفة" يومي 17-18 ماي الفارط.
التحرير
Comments