التنمر في الوسط المدرسي من بين الآفات التي تعيق التمدرس السليم للأطفال، بل وأحيانا تكون سببا في فشلهم المدرسي، خصوصا حين يجهل الأولياء ما يتعرض له أبناؤهم في المدارس أو لا يعرفون ما هو التصرف السليم الذي يجب إتباعه. إذاعة من لا صوت لهم تقربت من نائبة رئيس جمعية صوت الطفل بجاية، الآنسة زينب عيادي، وهي التي تعمل مع جمعيتها لإيجاد حلول لهذه الآفة، للحديث حول التنمر في الوسط المدرسي وما تقوم به جمعيتها لمواجهته.
أولا ماذا نقصد بالتنمر في الوسط المدرسي؟
زينب عيادي: يعتبر التنمر في البيئة المدرسية عدوانًا أو اعتداءًا أخلاقيًا و/أو جسديًا بين الطلاب أو المعلمين تجاه الطلاب بشكل مستمر وهو الشيء الذي يمكن له أن يتسبب في أضرار نفسية طويلة المدى لطفل واحد أو أكثر.
إلى أي درجة التنمر منتشر في مدارسنا؟
لتقييم مدى انتشار التنمر في مدارسنا، فالأمر ليس بهذه البساطة ، لأنه بدون إحصاءات رسمية وبدون دراسة اجتماعية متعمقة، سيكون من الصعب تقديم أي تقييم للوضعية، ومع ذلك فنحن نعمل بالوسائل المتاحة أيضًا، مع تقارير البيئة المدرسية، وما تجمعه الجمعيات كمعلومات من خلال خلايا الاستماع الخاصة بها.
كيف يمكن مواجهته ؟
ستكون التوعية والتحسيس وذلك بتعليم السلام أفضل مقترح لحل لمواجهة التنمر في البيئة المدرسية، كذلك تعليم التلاميذ أدوات الإدارة الإيجابية للخلافات، وأهمية اختيار الكلمات، كذلك تعليمهم قيم التسامح ستكون الأساس الذي يمثل خطوة كبيرة نحو مدرسة تحترم قيم حقوق الطفل وتعمل على إعداد قادة المستقبل. ولكن لتحقيق ذلك، سيكون من الضروري تطبيق نفس النهج في مدارس 58 ولاية.
في حالة اكتشاف الأولياء تعرض ابنهم للتنمر سواء من طرف أطفال آخرين أو حتى معلميه، ما هو التصرف الذي تنصحينهم القيام به؟
إذا أدرك أحد الوالدين أن طفله يتعرض للتنمر في البيئة المدرسية سواء كان ذلك من قبل تلميذ آخر أو معلم، فإن أفضل ما يمكن فعله هو عدم التصرف بمفرده أو دون الاطلاع على القانون الأساسي للمدرسة.لأن ذلك قد يوقعه في مشكلة.
في حالة ما إذا كان مصدر التنمر هو تلميذ آخر: على الولي التوجه إلى المدير من أجل أن يتم استدعاء ولي أمر ذلك التلميذ المتنمر. بمجرد حضور المعنيين، سيتعين تنظيم مواجهة بين الطفلين ودعوتهما للتحدث عن المشكل كل وحده ودون مقاطعة أحدهما للآخر ودون أن يفعل الكبار ذلك أيضًا. بمجرد أن يتحدث التلميذان، سيكون المدير قادرًا على اتخاذ قرار بشأن العقوبة التي تناسب التلميذ المتنمر، ولكن يجب الإشارة أن العنف لا يحارب بالعنف، بل يتعين التفكير في عقوبات أخرى كأن يتعين على ذلك الطفل المتنمر أن يعتني بحديقة المدرسة على سبيل المثال، هذا طبعا إضافة إلى التحدث إلى الطبيب النفسي في المدرسة لمعرفة كيفية التعامل مع غضبه.
أما في حالة ما اذا كان الشخص المتنمر هو المعلم، فيجب على الوالد أن يقدم نفسه على مستوى مدير المؤسسة الذي سيقوم بدوره باستدعاء المعلم المعني، وسوف يكون ملزمًا بشرح سلوكه تجاه الطفل. إذا تبين أن الإساءة صحيحة، يكون المدير أكثر قدرة على توجيه تحذير له، وإذا لم ينجح ذلك، فبالتالي فعلى الوالد أن يقوم بتقديم تقرير إلى مدير التعليم.
ومع ذلك، إذا كان الاعتداء الذي تعرض له الطفل جسديًا، يُطلب من الوالد الذهاب إلى الطبيب الذي سيفحص الإصابات والكدمات. كي يقوم بإرفاق هذه الشهادة بالشكوى التي سيقدمها الوالد إلى الشرطة. يجب أن نتذكر أن القانون يحظر أي شكل من أشكال العنف من جانب المعلم.
أطلقت جمعيتكم مشروعا من أجل محاربة التنمر في الوسط المدرسي. هلا حدثتنا عنه؟
بدأت جمعية صوت الطفل بولاية بجاية، وبدعم من الصندوق الكندي للمبادرات المحلية، مشروعها "P.E.A.C.E" وذلك بهدف بناء مقترح خطة وطنية لمكافحة التنمر في الوسط المدرسي وهذا بإشراك أعضاء من الجمعيات الجزائرية التي تهتم بالطفل. وفي هذا الإطار قمنا بتنظيم أول لقاء تدريبي وذلك من 26 إلى 29 سبتمبر 2022 في برج بوعريريج، حيث التقينا 20 ممثلاً عن الجمعيات بحضور 12 ولاية من مختلف ربوع الوطن فمن تندوف إلى الواد، ومن الجزائر العاصمة إلى عين صالح. جميعهم كانوا متحمسين لإيجاد حل لهذه الآفة المتنامية باستمرار. سيستمر هذا المشروع بتدريب المعلمين وذلك بهدف توعيتهم وإشراكهم في المشروع. وفي الأخير، سنقوم بعقد اجتماع أخير مع أعضاء الجمعيات في بداية العام المقبل وذلك من أجل عقد جلسة تقييم البرنامج.
حاورها ماجيد صراح