
في مقال لها أمس الاثنين، كتبت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أنّ الجماجم التي سلّمتها السلطات الفرنسية الى السلطات الجزائرية ليست جلها لمقاومين جزائريين استشهدوا من أجل الوطن كما تمّ الاعلان عنه عبر الاعلام خلال نقل الجماجم و استقبالها ببروتوكول رسمي.
أضافت الصحيفة الامريكية "أن فرنسا أرسلت 24 جمجمة إلى الجزائر، لكنها ليست لمقاومين كما أُعلن عنه. بل
ستة منها فقط تعود لمقاومين و ثلاثة منها تعود لجزائريين خدموا في الجيش الفرنسي، أما باقي الجماجم فتعود للصوص ماتوا في السجن ومجهولي الهوية"

المقال فجّر معلومة من العيار الثقيل حين صرّح أن " السلطات الجزائرية كانت تعلم بالتفاصيل "
أثار مقال صحيفة نيويورك تايمز الامريكية غضب الجزائريين الذين نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات تطالب بتصريح رسمي حول القضية.
قيل إن الجماجم تعود لمقاومين جزائريين في القرن التاسع عشر، وهي خطوة لإبداء حسن النوايا الفرنسية لحفظ الذاكرة وتوطيد العلاقات بين البلدين، لكن الحقيقة غير ذلك ، وبقيت كل الجماجم ملكا لفرنسا لأنها لم تسلّم الملكية للجزائر الى غاية كتابة هذه الاسطر .
ذكر المقال أن "الهدف من تلك العملية كان من أجل تحقيق مكاسب دبلوماسية من الجانبين."

الحكومة الجزائرية لم ترد على أسئلة تتعلق حول موقفها من قبول جماجم ليست لمقاومين جزائريين، (وهي تعلم بذلك) خصوصا وأنها قد وجهت انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس ماكرون اتجاه الجزائر!
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أيضًا أن "مكتب ماكرون رفض الرد على السؤال حول هوية الجماجم وأحاله إلى وزارة الخارجية التي أجابت بأن الاتفاق تم بموافقة الحكومتين."
الاتفاق يحتوي على أربع صفحات وملحق يشير إلى أن الجماجم تعود إلى مجهولين ولصوص ماتوا في السجن وثلاثة جزائريين خدموا في الجيش الفرنسي!

الأكاديميون والعلماء الفرنسيون، عارضوا بشدة عملية نقل الرفات التي تقوم بها الحكومة الفرنسية في مرحلة ما بعد الاستعمار، واعتبروا أنها لا تخضع للمعايير العلمية ولا إلى الضوابط التشريعية.
هناك العشرات من عمليات إعادة نقل الرفات والأغراض القيّمة والثمينة، إلى كل من مدغشقر، البنين، والسنيغال تمت في أجواء ضبابية، ولم تخضع لأي معيار!
متحف الإنسان في باريس يحتوي على نحو 18000 من بقايا رفات الموتى من جميع أنحاء العالم.
فضيحة وجود جماجم لجزائريين في متحف الإنسان في باريس، فجرها المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي عام 2010
يحتوي المتحف على جماجم تعود إلى زعماء قبائل في غرب إفريقيا وكمبوديا وإلى الهنود الحمر.
يضم المتحف جماجم لمقاومين من ثورة الزعاطشة في القرن التاسع عشر، كان الجيش الفرنسي قد قطع رؤوسهم ووضعها على عواميد ثم نقلها إلى باريس، باعتبارها علامة نصر للجيوش الفرنسية.
التحرير
Comments