
بعد تعيين أعضاء المكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم، بقيادة الرئيس الجديد عبدالعالي حساني شريف، نشر الرئيس المغادر، عبدالرزاق مقري رسالة مطوّلة على فيسبوك تطرّق فيها إلى تاريخ تواجده ضمن مختلف مراحل الحركة، حيث بدأ مسيرته في "حمس" أيام دراسته في الطور المتوسط وصولًا إلى أعلى منصب تنفيذي في الحزب الإسلامي العريق وهو رئاسة الحزب لعهدتين متتاليتين.
وبعد أن خاض الرئيس المغادر، مراحل مروره على الحزب، كشف أنه غادر الحزب دون أن يصل إلى السلطة، بسبب ما وصفه بـ "غياب الديمقراطية"، مشيرًا إلى أن "الوصول إلى السلطة في الجزائر يخضع لاعتبارات غير سياسية."
مردفا "ها أنا أغادر المسؤوليات الحزبية وعمري 63 سنة، لم أحقق الوصول إلى السلطة لأنه لا توجد ديمقراطية في بلادنا إلى الآن ".
مواصلا رسالته "ولأن الوصول للسلطة في بلادنا والبلاد المتخلفة لا علاقة له بالنضال السياسي ولو قضيت فيه كل عمرك ولا علاقة له بالكفاءة ولا بالتضحيات".
"ها أنا أغادر مرتاح البال والضمير، عزيزا كريما بحمد الله، تجمعني بقادة ومناضلي الحركة علاقات الحب والود والتقدير والاحترام، وسيبقى يجمعنا واجب التعاون على البر والتقوى، في الفضاءات الوطنية والدولية الفسيحة، وفي إطار حركة مباركة باتت تسير على مناهج تجديدية في مختلف المجالات في موقع سياسي ريادي وبهياكل ومؤسسات قوية ومستقرة ومنسجمة وفاعلة في مختلف مجالات الخير والبر لصالح بلدنا وديننا، ومنظومة قيادية ذات كفاءة ونزاهة وأخلاق وعلاقات ممتدة في كل الاتجاهات، وسمعة طيبة ومكانة مرموقة عند الجميع في الداخل والخارج بحمد الله تعالى."، يضيف عبدالرزاق مقري في منشوره.
وختم: "ها أنا أغادر المسؤوليات الحزبية لأخوض تجارب جديدة، وأنا في سن الثلاثة والستين، بشعور كبير بالرضا، والشعور بالحرية والهوامش الواسعة لاستكمال المسيرة وأهداف أخرى كبيرة، ويبدو أن الحياة ستكون جميلة ونافعة وممتعة".
وغادرعبدالرزاق مقري رئاسة حزب "حمس" بشكل رسمي، بحضور ضيوف من الدبلوماسيين ورؤساء الأحزاب والمنظمات، حسبما جاء في نفس المنشور.
للتذكير، بتاريخ 18 مارس الماضي، زكى أعضاء مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم عبدالعالي حساني شريف، رئيسًا للحزب خلفًا لعبد الرزاق مقري.
وقد شرعت هياكل حركة مجتمع السلم في انتخاب مندوبيها على مستوى الولايات قبل انعقاد مؤتمر الحركة، و برز خلالها اسمان متنافسان لخلافة عبد الرزاق مقري على رأس الحزب، وهما: مدير التنظيم في الحركة عبدالعالي حساني شريف، الذي لقي دعماً كبيراً من قبل قيادات (حمس)، وأعضاء المكتب الوطني، وهو من المحسوبين على جناح عبدالرزاق مقري، وكاتم أسراره، ووزير الصناعة السابق عبدالمجيد مناصرة، الذي عاد الى حركة مجتمع السلم بعد أن حلّ حزب جبهة التغيير الذي أنشأه، ووجد تفاعلاً سلبياً من مجلس شورى الحركة تجاهه، ولم تستطع المجموعة الموالية له التحرك داخل الحزب، الذي هيمن عليه عبدالرزاق مقري و أتباعه بشكل كبير. بينما لم يتقدم أيّ من الأسماء الأخرى التي توقع المتابعون ترشحها.
إبعاد المترشح لرئاسة الحزب، عبدالمجيد مناصرة، يعني أنّ حركة مجتمع السلم نجحت في إقصاء تيار الإصلاح والتجديد، واستقرّ على تكريس هيمنة جناح الرئيس السابق، والذي من المتوقع أن يعود إلى رئاسة الحركة بعد (5) أعوام من الآن.
التحرير