top of page

ليبيا: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتلقى تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون باستهجان شديد


كشفت تقارير إعلامية عن امتعاضً مصري كبير من تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة حول ليبيا، وتشديده على أن بلاده لن تدعم غير حكومة الوحدة المتمثلة برئيسها عبد الحميد الدبيبة، وأن لا حلّ للأزمة إلا عبر الانتخابات.


يشار إلى أن الملف الليبي يعتبر من الملفات الهامة، وفي أولويات الدبلوماسية الجزائرية، حيث صرّحت القيادة الجزائرية بأن الجزائر لن تتخلى عن دورها ودعمها لليبيا.


وقالت مصادر مصرية مطلعة، إنّها امتعضت من تصريحات “تبون”، على اعتبار أنّها تمثّل انتقاداً ضمنياً لمصر، مؤكدة على أن القاهرة تحاشت التعليق على تصريحات الرئيس الجزائري.


وكشفت المصادر بأن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي ودوائر صنع القرار في مصر، تلقت تصريحات “تبون” باستهجان شديد، حيث اعتبرت هذه الدوائر أن تصريحات “تبون” الأخيرة ليست إلا رسائل داخلية لمصر، بإمكانها زعزعة العلاقات.


وفي هذا السياق، نقل موقع “العربي الجديد” عن مصدر برلماني مصري قولَه، إنه جرت مشاورات مصرية بخصوص استدعاء السفير الجزائري لدى القاهرة لتقديم توضيح، على خلفية تلميح تبون لوجود طرف يريد افتعال حكومة جديدة.


وأكد المصدر البرلماني على أن القاهرة تراجعت عن هذه الخطوة؛ تجنّباً لأي تصعيد، باعتبارها تمرّ بأزمة اقتصادية.


وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أكد على موقف الجزائر ودعمها للشرعية في ليبيا، وأنّه لا حلّ سوى الانتخابات، مجدِّداً رفضَه تشكيلَ الحكومة المكلّفة من مجلس النواب الليبي برئاسة فتحي باشاغا.


وأكّد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أنّ الجزائر لن تسكت مستقبلاً عن أي تلاعب من أية أطراف في القضايا والأزمات الإقليمية. وأضاف: “هناك مخاض، طرف يفتعل حكومة جديدة، وهناك من يفتعل أمراً آخر، نحن مع الشرعية ما دام ليس هناك شرعية انتخابية وشرعية الصندوق، إننا نكتفي بالشرعية الدولية، ومن هو معين بدعم من مجلس الأمن هو من نعمل معه، بدلاً من أن نعين حكومة صباحا وأخرى مساء”، في إشارة إلى قيام القاهرة بترتيب منفرد لتشكيل حكومة باشاغا.



وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية في شهر ماي المنصرم ، بأن الجزائر أرسلت لمصر رسائل شديدة اللهجة تحذرها فيها من خطورة اتخاذ خطوات تعزز الانقسام الليبي من خلال فرض خيارات محددة على المسار السياسي. وأكدت المصادر الدبلوماسية على رفض الجزائر القاطع للتحركات المصرية في ليبيا والتي تحاول من خلالها القاهرة دعم مرشح برلمان طبرق لرئاسة الوزراء فتحي باشاغا ومساعدته على دخول العاصمة طرابلس، عبر تحالفات مع مليشيات ومجموعات مسلحة في غرب ليبيا.


وأوضحت المصادر بأن الرسائل الجزائرية شديدة اللهجة أكدت أنها لن تسمح بعسكرة الأزمة الليبية من جديد، أو نشوب معارك في العاصمة طرابلس؛ معتبرة هذا الأمر بمثابة “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه، وذلك وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.


وأوضحت المصادر: أن “رسائل الصدام المصري الجزائري فيما يخص الملف الليبي، جاءت بعدما توسطت القاهرة لدى الجزائر للاعتراف بالحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي ووجهت دعوة لباشاغا لزيارة الجزائر. على غرار الدعوة التي تلقاها رئيس حكومة الوحدة وزيارته إلى هناك.


وأشارت المصادر إلى أن: “تطورات الموقف كانت محل نقاش موسع أخيراً بين الرئيسين: الجزائري عبد المجيد تبون ،والمصري عبد الفتاح السيسي وفي اتصال هاتفي شدد خلاله تبون على أنه يتعين على القاهرة أن تؤكد احترام الرؤى الجزائرية في إطار ما تراه يتوافق مع مصالح شعبها، كما تقدر للقيادة المصرية مواقفها التي ترى أنها في صالح دولتها وشعبها.

وكان مصدر دبلوماسي مصري كشف أواخر أفريل الفائت أن العلاقات المصرية-الجزائرية أصبحت على “المحك”؛ بسبب اختلاف وجهات النظر الحادة المتعلقة بالملف الليبي في الفترة الأخيرة.

وقال المصدر نفسه إن “استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لرئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة مثّل صدمة للمسؤولين في مصر؛ خصوصاً أن الزيارة كانت بهدف الحصول على الدعم. ولم تكن في إطار مسعى من جانب الجزائر لإقناعه بتسليم مهامه للحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا“.


واكد المصدر الدبلوماسي على أن التوتر في العلاقات المصرية الجزائرية وصل إلى ذروته، خصوصاً نهاية فبراير الماضي، بعدما قررت الجزائر تشكيل الـ”جي 4″ الأفريقية مع كل من نيجيريا، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، في إطار تحالف جديد للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الأفريقية مستقبلاً”.




التحرير


13 vues
bottom of page