
كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أن الجزائر بدأت تحركًا جديدًا ورسميًا بملف المصالحة الفلسطينية الداخلية العالق، وستوجه دعوات للفصائل لزيارة أراضيها خلال أيام قليلة.
وأكدت المصادر في تصريحات لـ”رأي اليوم”، أن الجزائر “غاضبة” من بعض الفصائل الفلسطينية على رأسهم حركتي “فتح وحماس” بسبب عدم تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل لها خلال اللقاء الأخير داخل أراضيها، والذي خصص على مدار يومين لمناقشة المصالحة وسبل استعادة الوحدة الوطنية، بمشاركة أكثر من 14 فصيل فلسطيني.
وذكرت أن بعض الاتصالات الجزائرية التي جرت مؤخرًا مع قادة الفصائل لم تُحقق أي تقدم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وستكون الخطوة المقبلة توجيه دعوات أولا لـ”فتح” و”حماس” لزيارة الجزائر، للتباحث في أسباب عدم التنفيذ ومحاولة الضغط باتجاه إحداث اختراقه بهذا الملف الشائك.
وتوقعت المصادر ذاتها أن تبدأ قيادات من “حماس” و”فتح” بالتوجه للجزائر نهاية شهر ديسمبر الجاري، وسيجري لقاءات مكثفة مع المسئولين الجزائريين، من أجل إتمام هذا الملف ووع بعض النقاط على الحروف، مشيرةً إلى أن الجزائر حريصة تمامًا على إنجاح جهودها بهذا الملف وستمارس كل أشكال الضغط من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية وفق رؤية الرئيس عبد المجيد تبون.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس د خليل الحية، كشف قبل أيام عن وجود لقاء قريب للمصالحة في الجزائر .
وقال عضو المكتب السياسي خلال مؤتمر”التحولات المحلية والإقليمية والدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية:”أننا توافقنا في الجزائر على رؤية وطنية وتم توضيح خطواتها”، منوهًا بأن الجزائر دعتنا إلى لقاء من أجل تنفيذ ما تم التوافق عليه، ونحن نستطيع أن ننجز هذه الوحدة من خلال الإرادة والإيمان بالشراكة.
وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، جدد تبون، موقف بلاده المبدئي الثابت الداعم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه الـمغتصبة التي تَكفلها الشرعية الدولية، لافتا إلى أن “إعلان الجزائر” يستهدف التأسيس لأرضية حقيقية تنهي الانقسام وتفضي لالتفاف حول مطالب موحدة.
وذكر الرئيس تبون باستضافة الجزائر بإشراف شخصي ومباشر منه، جولات مصالحة ما بين الفصائل الفلسطينية، تكللت باعتماد “إعلان الجزائر” الذي يهدف إلى “التأسيس الفعلي لأرضية حقيقية تنهي الانقسام وتفضي إلى الالتفاف حول مطالب موحدة تقود إلى إنصاف الشعب الفلسطيني واسترداده لحريته وسيادته الـمسلوبتين منذ عقود طويلة”.
ووقعت الفصائل الفلسطينية أكتوبر الماضي، على اتفاق للمصالحة بعد اجتماعات عقدت على مدار يومين في الجزائر تلتزم بموجبه بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام.
وشارك في الاجتماعات، التي أشرف عليها مسؤولون جزائريون، 14 فصيلا فلسطينيا بما في ذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وصاغت الجزائر، التي عملت منذ عدة أشهر على ملف المصالحة من خلال استضافة وفود الفصائل الفلسطينية كل على حدة، ورقة حملت اسم (إعلان الجزائر) المنبثق عن مؤتمر “لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية”، وقد تضمنت تسعة بنود قدمتها للمجتمعين الذين وقعوا عليها.
ويعد أبرز البنود ضرورة الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع.
واتفقت الفصائل على أن يتولى فريق عمل جزائري الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق.
ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة، فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة.
التحرير