يوغرطة عبو: كتابي محاولة لشرح فكر أيت أحمد وإيصاله إلى الجيل الصاعد من المناضلين

يوغرطة عبو

فكر أيت أحمد أمام المآسي الجزائرية، عنوانه الأصلي بالفرنسية "La pensée d'Ait Ahmed face aux tragédies algériennes"هو الكتاب الذي سيصدر لصاحبه يوغرطة عبو الشهر المقبل. الكاتب والمناضل الشاب يحاول تسليط الضوء في كتابه على المسيرة الفكرية للفقيد حسين ايت أحمد، سواء كمناضل من أجل استقلال الجزائر عن الاستعمار أو من أجل إرساء الديموقراطية ودولة القانون في جزائر ما بعد الاستقلال.

يوغرطة عبو تحدث إلى إذاعة من لا صوت لهم عن كتابه الجديد.

سيصدر لكم الشهر المقبل كتاب حول حسين أيت أحمد. قبل الحديث عن الكتاب، هلا حدثتمونا عن من يكون يوغرطة عبو؟

يوغرطة عبو من مواليد جانفي 1984، أخصائي في علم النفس الاجتماعي، أشغل حاليا منصب رئيس مشروع في مؤسسة عمومية. شغفي في الكتابة كان منذ الصغر، إلا أن أول كتاب أصدرته كان سنة 2019، بعنوان "L’Amour des feux" وهو عبارة عن قصة شعرية، ثم أصدرت في 2021 كتاب "Hier aujourd’hui demain l’Algérie" كرؤية لأوضاع الجزائر السياسية والاقتصادية والثقافية، ثم ألفت رواية في سنة 2022 بعنوان "Les maux conjugués" وهي الرواية المرشحة للجائزة الأدبية لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة.

نضالي السياسي والمناصب التي تقلدتها في جبهة القوى الاشتراكية، حيث كنت عضوا للمجلس الوطني ثم أمينا وطنيا مكلفا بالاتصال، مكنتني من التشبع بفكر الراحل الحسين ايت أحمد، ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب أواخر 2022.

ما الذي سيكتشفه القارئ في مؤلفكم هذا مما يجهله حول الراحل حسين أيت أحمد؟

الكثير من الجزائريين يعرفون مسار الراحل الحسين أيت أحمد، سواء نضاله من أجل استقلال الجزائر، ثم من أجل إرساء الديمقراطية

ودولة القانون، لكن ما ألفته عبارة عن محاولة شرح فكره السياسي والاقتصادي والثقافي، حيث سيتمكن القارئ من فهم كل موقف من مواقف الرجل، وإدراك النظرة التي دفعته إلى تبني كل رؤية. حيث نجد أن موقفه إبان أزمة صيف 1962 يتناسق وموقفه غداة الدور الأول من تشريعيات 1991، فالكل مبني على مبدأ "الشعب سيد في تقرير مصيره".

ثم أن فكر الحسين ايت احمد من الناحية الاقتصادية عرف تطورا يتأقلم والظروف الوطنية والدولية، ذلك ما حاولت التطرق إليه إلى جانب الرؤية الثقافية والاجتماعية له. لقد لاحظت أن كثيرا ما يتم اختزال فكر رجل سياسي في فكرة أو في موقف، لذا حاولت شرح كل موقف اتخذه أيت أحمد بالفكر الذي ارتكز عليه.

بالنسبة لكم، هل الحسين أيت أحمد رجل سياسي أم مفكر ومنظر؟

لقد بدأ أيت أحمد مشواره كمناضل في حزب الشعب الجزائري، لكن تطلعه إلى أدبيات السياسة وتجارب الشعوب في نضالها، جعله يطرح أفكارا جديدة في الساحة السياسية الوطنية، فمثلا، التقرير الذي طرحة في اجتماع "زدين" يعتبر منعرجا حاسما في تاريخ الحركة الوطنية، إذ حدد معالم الثورة وأساليبها ووسائل انتصارها. كما أن رؤيته للسياسة على أنها سلسلة متواصلة من المبادرات والأفكار البناءة، جعلته في المقدمة من ناحية تقديم الرؤى، فأرضية 1979 من أجل البديل الديمقراطي يمكن اعتبارها مشروع مجتمع لا يزال ساري المفعول. بالإضافة إلى هذا، عرف أيت أحمد بأنه السياسي الذي يجمع بين القول والفعل، حيث أن نداءه للمصالحة الوطنية ليس مجرد شعار، حيث أكد على ذلك في العديد من المبادرات، كلقاء لندن، عقد روما وغيرها.

إلا أن ما يميز الحسين أيت أحمد على غيره من رجال السياسة، هو تمسكه بالأخلاق كمبدأ لا يمكن التعدي عنه في أي حال من الأحوال.

نلاحظ غياب مداخلات حسين أيت أحمد سواء المسموعة والمرئية منها، ومداخلاته سواء في الصحافة أو المحاضرات إضافة لكتبه التي لم تتم إعادة إصدارها، كيف يمكن إيصال أفكار أيت أحمد في هكذا وضعية؟

تسعى مؤسسة أيت أحمد التي تسير شؤونها عائلة الفقيد إلى الحفاظ على إرث الرجل السياسي ونشره، وقد يكون ذلك عبر إعادة نشر مؤلفاته. هذا الكتاب محاولة لشرح فكر أيت أحمد وإيصاله إلى الجيل الصاعد من المناضلين، إذ نأمل أن يكون سببا في فتح نقاش موسع ودراسات أكثر عمقا حول هذا الرصيد الثري.

حاوره ماجيد صراح