أثارت فيديوهات وصور مشاركة زعيم حركة استقلال منطقة القبائل "الماك" الإنفصالية في مسيرة مساندة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزّة نظمت في العاصمة الفرنسية باريس، جدلًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين مدين للتصرف والحديث باسم سكان منطقة القبائل وبين مؤيد له.
حيث بث شريط فيديو لمشاركة فرحات مهني رفقة بعض أعضاء حركة "الماك" في مسيرة في باريس تتضامن مع دولة الكيان، كما أنه وصف في كلمة له أثناء المسيرة عملية "طوفان الأقصى" بالعمل الإرهابي من طرف حركة حماس.
وصرح زعيم حركة الماك الإنفصالية على هامش المسيرة أنه أتى إلى هنا “من أجل دعم إسرائيل ضد الظلم الذي تتعرض له”، مخاطبا الأمم المتحدة بالقول "ان إيران والجزائر يجب إدانتهما لأنهما تمولان جرائم حرب”، قبل أن يختم كلامه بالتصريح بأن “منطقة القبائل تؤكد دعمها لإسرائيل”.
وكان بعض سكان منطقة القبائل الأوائل في قائمة المنددين بالخرجة الغريبة لزعيم التنظيم "الماك" الذي صنفته السلطات الجزائرية بالحركة "الإرهابية"، حيث انتشر وسم "فرحات مهني لا يمثل منطقة القبائل" على منصات التواصل الاجتماعي.
وكتب المؤرخ محند أرزقي فراد مدينا: “أنتمي إلى منطقة القبائل التي نشأ فيها أجدادي منذ قرون عديدة، وولدت فيها وترعرعت في أحضانها، وسقى والدي وأخي تربتها بدمائهما الزكية كغيرهم من شهداء الجزائر.. أقول هذا لأعلم الجمهور الواسع أن المغامر فرحات مهني لا يمثلني”.
من جهته كتب المدوّن محمد عامر، مخاطبا فرحات مهني بالقول: “أنت هنا تؤيد وتتضامن مع كيان مغتصب عنصري، كونك تتكلم باسمك فهذا شأنك، أما أن تتكلم باسم منطقة القبائل وتقول أنها متضامنة مع إسرائيل وأن تطلب من المجتمع الدولي معاقبة الدولة الجزائرية فهذا تجاوز خطير لحدودك وتثبت أنك عنصري وانك تمثل تنظيما إرهابيا مثلك مثل الصهاينة العنصريين. أنت لا تمثل القبائل وليس لك الحق التكلم باسمهم”.
في حين اعتبر البعض تصريحات زعيم حركة الماك الانفصالية، سياسية محضة و يجب الرد عليه سياسيا، دون الخوض في "شعارات عنترية" لا تسمن و لا تغني عن جوع.
هذا وسبق أن طلب نور الدين بوكروح الكاتب المعارض والوزير السابق، زعيم تنظيم الماك بمنطقة القبائل فرحات مهني، بالتخلي عن فكرة الانفصال والعودة لحضن الوطن الأم.
وكتب بوكروح في مقال له على شكل رسالة مخاطبا فرحات مهني: " في رأيي، من الأفضل لك التخلي عن هذا المشكل والسعي لتصفية أمورك مع بلادك القديمة، حتى تتسنى لك رؤية منطقة القبائل العزيزة على قلبك مرة أخرى، وتتذوق مجددا متعة القيلولة تحت شجرة تين وتتوسد برنوسك الملفوف، لتستريح أخيرًا وأنت الذي طالما ابتلتكُ الحياةٌ الجاحدةٌ ولا تحصي الخيانات".
التحرير