محاولة قتل مروعة تهز المغرب : الفنان “سوليت” ضحية اعتداء بالحرق وسط الشارع العام

شهدت مدينة الحسيمة بالمغرب صباح الثلاثاء حادثًا صادمًا هزّ الرأي العام المحلي، بعدما أقدم شخص مجهول على إضرام النار عمدًا في جسد الفنان الموسيقي المعروف “سوليت”، في واقعة أثارت الذهول والهلع بين المارة، وطرحت تساؤلات عميقة حول الأمن النفسي والاجتماعي في الفضاء العام.

وفقًا لمصادر محلية، وقع الحادث قرب مقهى بشارع الزلاقة، حيث كان المعتدي يتحدث مع الضحية قبل أن يفاجئه بسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده ويشعل النار فيه بدم بارد. الواقعة وثّقتها كاميرات المراقبة، وأثارت موجة غضب عارمة واستنكار واسع من ساكنة المدينة.

الفنان “سوليت” أصيب بحروق بليغة نُقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي، قبل تحويله إلى المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة لتلقي العناية المركزة.

السلطات الأمنية تمكنت من توقيف المشتبه فيه فورًا، وفتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ملابسات الجريمة ودوافعها، التي لا تزال غامضة حتى اللحظة.

من هو “سوليت”؟

“سوليت” فنان شعبي معروف في الحسيمة، يتميز بأسلوبه الساخر وموسيقاه الأمازيغية التي تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية. رغم إعاقته الجسدية، ظل حاضرًا في المشهد الثقافي المحلي، يجوب الشوارع بآلته الموسيقية، ناشرًا الفرح والوعي بين الناس.

ردود فعل المجتمع

الحادث خلف موجة غضب واستنكار واسع، عبّر عنها المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين بالعدالة للفنان، وبمراجعة السياسات المتعلقة بالرعاية النفسية للأشخاص الذين يشكلون خطرًا على المجتمع.

كما أطلقت فعاليات مدنية نداءات تضامن مع “سوليت”، معتبرة أن الاعتداء عليه لا يمسّ فردًا فقط، بل يطعن في رمزية الفن الحر والكرامة الإنسانية.

أبعاد رمزية واجتماعية

هذه الجريمة تطرح أسئلة مقلقة حول هشاشة الحماية في الفضاء العام، وغياب آليات الوقاية من العنف غير المتوقع. كما تعيد إلى الواجهة النقاش حول مكانة الفنان في المجتمع، وضرورة الاعتراف بدوره الرمزي والتربوي، خصوصًا حين يكون حاملًا لقضايا الهامش والكرامة.

فيما طالب المغاربة بفتح تحقيق نزيه وسريع لتحديد المسؤوليات، توفير الرعاية الطبية والنفسية للفنان الضحية، إطلاق حملة تضامن وطنية لدعم “سوليت” ومناهضة العنف ضد الفنانين ومراجعة السياسات العمومية المتعلقة بالصحة النفسية والوقاية المجتمعية.

حكيم ش