top of page

من منبر الخطاب الثوري إلى مقصّ الرقابة : أرزقي آيت العربي ينتقد رئيس لجنة الرقابة بوزارة الثقافة

  • cfda47
  • 19 أكتوبر
  • 2 دقيقة قراءة
ree

أثار أرزقي آيت العربي ، مدير منشورات كوكو (KOUKOU Éditions)، جدلاً بتصريح ناري حول قرار إقصاء داره من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (سيلا) وجميع الفعاليات الثقافية الرسمية. في حديثه، انتقد ما وصفه بـ« عودة الذهنية الشمولية إلى مؤسسات الثقافة »، موجّهًا أصابع الاتهام إلى رئيس لجنة الرقابة بوزارة الثقافة والفنون، تيجاني تامة، الذي كان وراء قرار المنع.


يقول آيت العربي : « من المؤسف أن يتحوّل من كان يرفع شعار الثورة والحرية في شوارع بوزريعة عام 1988 إلى أداة قمع للفكر في 2025. تيجاني تامة كان يومها شيوعيًا متحمسًا، يلهب الحشود بخطبه ضد النظام، وكان يعتبر الحرية قيمة مقدسة. لكنه حين تغيّر المناخ السياسي في التسعينيات، لبس عباءة الإسلاميين، وتكيّف بسهولة مع الرياح الجديدة. اليوم، نراه يجلس على رأس لجنة رقابة تقرر ما يُقرأ وما يُمنع، باسم “الجزائر الجديدة”. أي مفارقة أكثر مرارة من هذه؟ ».


ويسترجع أرزقي آيت العربي مشهدًا من ذاكرة بوزريعة قائلاً: « في 30 أكتوبر 1988، في قاعة الجامعة، كان يجلس الراحل رضوان عثمان رئيسًا للجلسة، وإلى جانبه الممثلة إيزابيل أدجاني. وسط تلك الأجواء، كان تامة يصرخ باسم الشعب، يطالب بالتغيير، ويتغنى بالمساواة. لم يكن أحد يتخيل أن هذا الخطيب الأحمر سيتحوّل يومًا إلى رقيبٍ على الكلمة ».


ويضيف مدير منشورات كوكو، بنبرة ساخرة: « بين ستالين وابن تيمية، تلقّى الرجل التكوين الأيديولوجي الكافي ليصبح رقيبًا مثاليًا في جزائر اليوم. يعرف كيف يبرر المنع باسم الأخلاق، كما كان يبرره بالأمس باسم الثورة. إنها مدرسة واحدة في تغيير الأقنعة والبقاء في موقع السلطة ».


ويرى آيت العربي أن ما يحدث اليوم في الحقل الثقافي « ليس مجرد قرار إداري »، بل هو « علامة على استمرار عقلية الاستبعاد والتكميم »، مضيفًا أن « منع دار نشر لأنّها تطرح كتبًا نقدية أو أصواتًا مختلفة هو إعلان رسمي عن إفلاس المشروع الثقافي ».


وختم قائلاً: « في الجزائر الجديدة، تغيّرت اللافتات فقط. أمّا الممارسات فبقيت على حالها: من يملك السلطة يملك الحق في إسكات الآخرين. كنا نأمل في عهدٍ يحترم الكلمة، لكن يبدو أن المقصّ لا يزال الأداة المفضلة لدى من تعاقبوا على تكميم الأفواه ».



نسرين ج

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page