top of page

زوهرة أودية: ما تعيشه آلاف النساء اللواتي يعانين يوميا في صمت هو ما ألهمني لكتابة الرواية



زوهرة أودية.


زوهرة أودية من الجيل الجديد من الكتاب الذين يكتبون بالأمازيغية. اذا كانت الرواية الأمازيغية ظهرت للوجود تحت عباءة النضال من أجل القضية والثقافة الأمازيغية، فزوهرة أودية من الكتاب الذين اختاروا الكتابة بالأمازيغية لنفض الغبار عن مواضيع من المجتمع خصوصا ما يعني المرأة. وهذا ما كان موضوع روايتها الأولى "ثيزيري" الذي تحدثت فيه عن معاناة المرأة في مجتمعنا، معاناة تبدأ حتى قبل أن تلد.

التقتها اذاعة من لا صوت لهم وأجرت معها هذا الحوار أين حدثتنا فيه إظافة إلى رواياتها، عن نظرتها للأدب ودوره في المجتمع.



بداية هلا قدمت نفسك لمتابعي إذاعة من لا صوت لهم، من تكون زوهرة أودية؟

زوهرة أودية كاتبة تكتب باللغة القبائلية (الأمازيغية). كانت بداياتي في الكتابة الأدبية بنصّين هما "Jida Ḥemmu" و " Abrid ɣer lɣerba " (الطريق للغربة)، وهما نصان تم نشرهما في أفريل 2020 في مجلة "Aselmad رقم 07". أنا مؤلفة لروايتين، الأولى بعنوان "تيزيري" نشرتها عند دار النشر "عشاب" عام 2020، أما الرواية الثانية فعنوانها " Tadist yettwaneεlen" أو ما ترجمته (الحمل الملعون) والتي ستصدر قريباً عن دار النشر نفسها. أنا كاتبة تكتب بلغتها الأم أي القبائلية (الأمازيغية). ولدت عام 1982 بإيفرحونن بميشلي في ولاية تيزي وزو، أنا حاصلة على درجة الماستير في اللغة الأمازيغية من جامعة "مولود معمري". حاليا أنا أعمل مدرسة لغة أمازيغية في ثانوية عبان رمضان في تيزي وزو.


أكتب منذ طفولتي ، وأقوم بتدوين ما ألاحظه على الورق أو على أي وسيلة كانت. بمرور الوقت، اختارني القلم ومنح لي إمكانية التعبير عن موقفي تجاه ما أراه وما أعيشه في مجتمعنا. فيما يتعلق بمسيرتي الأدبية المتواضعة ومجيئي إلى عالم الأدب، فالفظل في ذلك يعود لتشجيع كل من سعيد شماخ ولياس بلعيدي. فبفضل هذين الرجلين، اللذان أكن لهما كل الامتنان، وجدت نفسي أسبح في أمواج الكتابة والأدب. هذان الرجلان أمنا بي، بموهبتي وبأسلوبي الأدبي.


ثيزيري هو أول عمل أدبي يصدر لك. هلا حدثتنا عن هذه الرواية؟

"ثيزيري" هي رواية تسرد كل الصعوبات التي تواجه المرأة في الجزائر وخاصة في منطقة القبائل، مثل الولادة غير المرغوب فيها، في أسرة تفضل الذكور على الإناث. قصة حب سامة سقلب رأسا على عقب حياة المراهقة "تيزيري" الشخصية الرئيسية في الرواية. الرواية تغوص في مواضيع خيانة الأصدقاء المقربين، والهجر، والإستغلال، والإذلال، والتمييز، والانتحار. الاعتداء الجنسي في مكان العمل والحالة النفسية والجسدية للنساء ضحايا هذه الاعتداءات. الغيرة غير الصحية بين النساء. فقدان الأم وما يخلقه ذلك من فراغ وألم. في النهاية تنتصر قوة وإرادة تيزيري التي قررت أن تكون سيدة حياتها.



زوهرة أودية مع سعيد شماخ، صورة من صفحة الكاتبة في فايسبوك.


كيف تعتبرين نفسك أكثر، هل كفنانة مبدعة أم مناضلة تدافع عن قضية؟

أنا أعتبر نفسي كاتبة تروي في كتاباتها كل ما يتعلق بالإنسانية، وخاصة النساء. أنا ممن يعتبرون أن الكاتب هو مرآة مجتمعه، لذلك أنا أهتم بكل ما يحدث حولي وفي أي مكان آخر.


كل ما تتحمله المرأة الجزائرية، وخاصة القبائلية، هو مصدر إلهام لي. في روايتي الأولى "تيزيري" أردت التطرق إلى بعض المواضيع التي تهمني كامرأة. وكان ما تعيشه آلاف النساء اللواتي يعانين يوميا في صمت ما ألهمني لكتابة الرواية.

العنف، والازدراء، والخيانة، وعدم الاهتمام، والتهميش، ... وكل ما تقع المرأة في مجتمعنا كضحية له دفعني لكتابة روايتي الأولى. اخترت الكتابة عن مواضيع نادرا ما يتم التطرق إليها بالرغم من وجودها في مجتمعنا، كزنا المحارم، والاغتصاب، والاعتداء الجنسي على الأطفال، والأطفال المولودين خارج إطار الزواج، والحمل غير المرغوب فيه. أعتبر أنه من واجبي أن لا أبقى غير مبالية بكل ما يحدث في مجتمعنا من ظلم كبير تجاه المرأة، وأعتقد أن طريقتي لمجابهة هذا العنف والظلم الذي تتعرض له المرأة هو تسليط الضوء عليه والتنديد به.


روايتك هذه حققت مبيعات معتبرة وطبعتها الأولى تقترب من النفاذ. من هم قراء الأدب الأمازيغي بصفة عامة وقراء "ثيزيري" بصفة خاصة؟

يمكن لجميع الفئات الاجتماعية والعمرية، من المراهقين إلى كبار السن قراءة الأدب الأمازيغي. حتى أولئك الذين لم يساعفهم الحظ لدراسة الأمازيغية أو الذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم.


من خلال موضوعاته وأنواعه المختلفة، الأدب الأمازيغي يتوجه للجميع. يمكن قراءتها من قبل أي شخص مهتم، وخاصة أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هذه اللغة الجميلة.


أما فيما يخص روايتي، فبحسب ما يصلني من أصداء ولقاءاتي مع الجمهور، يمكنني القول أنها تقرأ من طرف جميع فئات المجتمع أيضًا. فكثيرا ما لقد شاركني آباء وأمهات وشباب وطلاب وزملاء معلمون آرائهم وقراءاتهم لروايتي، وهذا صراحة يشجعني أكثر.


نعرف مؤخرا تراجعا كبيرا للمقروئية ولمكانة الكتاب. ما هي العقبات التي تعاني منها الرواية الامازيغية؟

لغتنا الأمازيغية لغة مثل أي لغة أخرى. لذلك لا أرى لماذا سيجد المؤلف أو العمل نفسه صعوبة لأن مؤلفه كتب بلغته الأم، وأنا شخصياً أجد متعة حين أكتب باللغة القبائلية.


لا أتفق كثيرا على وجود مشكل من ناحية وجود قراء بالأمازيغية والدليل على ما أقول هو نفاذ جميع نسخ روايتي الأولى في وقت قياسي. كما لا يفوتني أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر جميع العاملين في دار النشر "عشاب"، وهي دار نشر احترافية وجادة في عملها منذ بداياتها إلى غاية اليوم وقدمت الكثير للكتاب الأمازيغي.


نلاحظ مؤخرا بروز عديد الأسماء النسوية في الكتابة بالأمازيغية. ما السبب حسب رأيك؟

إذا كانت المرأة قد اقتحمت المجال الأدبي، فإن ذلك يجعل صوتها مسموعًا باللغة التي تختارها للتعبير عن نفسها.

هذا أمر حيوي بالنسبة لها ، خاصة وأن الرجل لا يمكنه أبدًا أن يعوضها أو يتحدث نيابة عنها. إن عمق الألم والحزن والخيانة والشعور بالهجر والتمييز والاغتصاب الجسدي والمعنوي يدفع العديد من النساء لرفع أصواتهن والتنديد بما يعانينه يومًا بعد يوم في مجتمعنا.


إن القيام بذلك باللغة الأم هو أفضل طريقة لتسمية الأشياء بمسمياتها ووضع الكلمات الصحيحة، المليئة بالمعاني، على كل تلك الفظائع التي ظلت مدفونة لفترة طويلة. أيضًا، لأن امرأة اليوم لم تعد هي امرأة الأمس. تريد المرأة في مجتمعنا أن تصبح ظاهرة ثقافية واجتماعية حقيقية. النساء اليوم في مجتمعنا درسن وتثقفن وأصبحن نساء مستقلات يرغبن في بناء حياتهن على أساس جيد، وفقًا لرؤيتهن ومفهومهن للأشياء.


ستصدر لك قريبا روايتك الثانية، هلا حدثتنا عنها؟

روايتي الثانية "Tadist yettwaneεlen" (ما ترجمته "الحمل الملعون") هي حاليا عند الناشر. وسيتم نشرها في الأسابيع القادمة، عند دار النشر "عشاب". كتابي القادم وفي دائمًا لخطي، وقد تناولت فيه جزء من نفس الموضوعات التي تطرقت إليها في "تيزيري". بقلمي وجرأتي، أردت أن أرفع الحجاب عن مواضيع أخرى الحديث عنها محرم عندنا. ما يمكنني أن أخبرك به عن "Tadist yettwaneεlen" هو أنها رواية لا تختلف عن الأولى، فهي مفجعة ومؤثرة. إنها رواية تتناول موضوعات جديدة كثيرا ما بقيت مخفية في مجتمعنا، ووددت أن أنفض الغبار عنها والتطرق إليها. أعتقد أن الوقت قد حان لكي يتقدم مجتمعنا، ولكن نحو الأحسن وفي الإتجاه الصحيح.



حاورها لإذاعة من لا صوت لهم ماجيد صراح

306 vues
bottom of page