top of page

الاحتجاجات الطلابية بالغرب: نيران حرب غزة تصل بيوت مموليها

في دول يتفاخر مواطنوها وصانعو قرارها بديمقراطيتهم وارتفاع مستوى الحريات، يواجه طلبة الجامعات الغربية الاعتقال لممارستهم حقهم في التعبير عن رفض دعم بلدانهم لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.


مشهد يلخص ما تعيشه العديد من الولايات الأمريكية، وفرنسا وألمانيا، ولندن وأستراليا، وسط استهجان لما يجري، وإدانات من منظمات دولية، لطريقة تعاطي قوى الأمن والشرطة مع المحتجين والمعتصمين، طلابا كانوا أم أكاديميين، دون أدنى اعتبار أو احترام حقهم في التعبير السلمي.


للوهلة الأولى، يظن الرائي أن تلك المشاهد تأتي من دولة من دول "العالم الثالث" كما يطلقون عليه، طالما تعرضت لانتقادات من مسؤولين أمريكيين لانتهاكها حقوق الإنسان، وهو ذات السبب الذي تدخلت لأجله في شؤون كثيرين وحرّكت أدواتها الإعلامية ضدهم أو حتى فرضت عقوبات عليهم.


كانت البداية في الـ 18 من شهر أبريل الجاري، حيث بدأ الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا الأمريكية اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، حيث تم اعتقال 108 منهم.


بعد استمرارها لأيام، وبناءً على طلب من رئيسة الجامعة نعمت شفيق، قامت شرطة مكافحة الشغب باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي، وتعرضوا للضرب والاعتقال.

ردّة الفعل الأمنية تلك أحدثت ردة فعل عكسية، وأثارت حنق طلاب في جامعات أخرى، كما ظهر مع إعلان شرطة بوسطن، الخميس، إصابة 4 ضباط أثناء اعتقال 108 طلاب شاركوا في احتجاج مؤيد لفلسطين نظمه طلاب كلية إيمرسون بولاية ماساتشوستس الأمريكية.


هتافات تندد باستمرار "العدوان" على غزة، وتحيي الفصائل الفلسطينية، وتطالب بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بل وتعدت كل ذلك بقول بعضهم: "تسقط الولايات المتحدة الأمريكية"، ما يدلّ على وجود فجوة كبيرة وعدم توافق بين صانع القرار من جهة، وأولئك الطلاب ومعلميهم الذين انضموا إليهم أيضا في احتجاجاتهم، من جهة أخرى.


وزاد الطين بلة أيضا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي خرج في فيديو مصور عبر منصة "إكس"، مساء الأربعاء، يحرض فيه ضد طلاب الجامعات المتظاهرين، ونعتهم بـ "معادي السامية"، وشببهم بالنازيين، وهو ما عدّه أمريكيون "تدخلا في شؤون بلادهم الداخلية".


اتّسعت رقعة الاحتجاجات مع تجمع مئات الطلاب صباح الخميس، في حرمي جامعتي جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مُطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.


وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، و بنسيلفانيا، إلى أن وصل العدد إلى أكثر من 23 جامعة ومؤسسة تعليمية، ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من ذلك.


و انتقلت "عدوى التضامن" إلى فرنسا، وقامت الشرطة، مساء الأربعاء، بإخلاء مدرج لجامعة "ساينس بو باريس"، من عشرات الطلاب المؤيدين لفلسطين، الذين طالبوا بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما شارك آخرون بوقفة لذات الهدف أمام جامعة السوربون.


وامس الجمعة انطلقت بالعاصمة الألمانية برلين، مظاهرة احتجاجية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين أثناء محاولاتها تفريقهم بعد نصبهم خياما على قارعة الطريق، مع توقعات بامتدادها إلى دول وجامعات أخرى مع الزخم الذي تحظى به القضية الفلسطينية حاليا.


وأمس أيضا، نصب المئات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في جامعة سيدني بأستراليا، خيماً في الحرم الجامعي واحتجوا على الهجمات الإسرائيلية على فلسطين.


وضمن الحراك المتزايد، نظم طلاب كلية لندن الجامعية (UCL)، الجمعة، في بريطانيا وقفة احتجاجية داخل الكلية لمطالبة إدارة الجامعة بقطع علاقاتها مع شركات السلاح الداعمة لإسرائيل.


التحرير

٣ مشاهدات
bottom of page