"حرية تعبير" أم "تجاوز للخطوط الحمراء"؟ : قضية محمد الأمين بلغيث تثير الجدل في الجزائر
- cfda47
- 21 مايو
- 2 دقائق قراءة

قرَر مجلس قضاء الجزائر تأييد أمر الإيداع في حق استاذ التاريخ الإسلامي، محمد الأمين بلغيث، ورفض استئناف هيئة الدفاع للإفراج عنه أو إبقائه تحت الرقابة القضائية. القضية تتعلق بتصريحات أدلى بها لقناة إماراتية، والتي اعتُبرت مسيئة لإحدى الثوابت الوطنية، مما أدى إلى ملاحقته قضائيًا وإيداعه الحبس المؤقت منذ 2 مايو 2025. النيابة العامة صنفت تصريحاته على أنها انتهاك للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، ومساس بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة، مما استدعى فتح تحقيق وتوقيفه.
وبحسب بيان سابق صادر عن محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، فإن تصريحات المعني “مثلت انتهاكاً للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، واعتداءً على مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية، ومساساً واضحاً بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة”، وهو ما دفع نيابة الجمهورية إلى فتح تحقيق ابتدائي أفضى إلى توقيفه.
استاذ التاريخ الإسلامي، المدعو محمد الأمين بلغيث يواجه تهمًا خطيرة تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية ورموز الأمة الجزائرية، وذلك بعد تصريحات أدلى بها لقناة إماراتية، حيث وصف الأمازيغية بأنها مشروع صهيوني فرنسي، مما أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. النيابة العامة اعتبرت هذه التصريحات انتهاكًا للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، وأمرت بفتح تحقيق ابتدائي أدى إلى توقيفه وإيداعه الحبس المؤقت منذ 3 مايو 2025.
خلال التحقيق، أنكر بلغيث التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أنه وطني حتى النخاع وأن تصريحاته تم التلاعب بها عبر المونتاج، حيث زُعم أنه تم حذف أجزاء من حديثه لتغيير سياق كلامه. كما زَعَم أن وصفه لبعض المهاجرين الجزائريين في فرنسا بـ"الحركى" كان يقصد به أفرادًا معيّنين ممّن كانوا ضد الوطن سابقًا، وليس جميع المغتربين.
هيئة الدفاع عنه طالبت بالإفراج عنه أو وضعه تحت الرقابة القضائية، مستندة إلى كونه أستاذًا جامعيًا معروفًا وله عنوان واضح، مما يوفر كل الضمانات لمحاكمته خارج السجن. لكن مجلس قضاء الجزائر رفض الطلب وأيّد قرار حبسه، مما أثار تساؤلات واسعة حول سقف حرية التعبير في البلاد، خاصة وأن المدعو بلغيث معروف بإيديولوجيته العنصرية إتّجاه المكوّن الأمازيغي لشمال إفريقيا، والذي لا يتوانى في طرحه عبر الإعلام الجزائري تزامنًا مع بداية الحراك الشعبي و ظهور ما يسمّى بالباديسية النوفمبرية.
نسرين ج
Comments