top of page

محند أرزقي فراد: النزعة الانفصالية خيانة لرسالة الشهداء ومنطقة القبائل قلب الجزائر

  • cfda47
  • قبل دقيقتين
  • 2 دقيقة قراءة
ree

قال المؤرخ والبرلماني السابق محند أرزقي فراد إن منطقة القبائل لم تكن في أي مرحلة من تاريخها “جزيرة معزولة أو معادية لمحيطها الوطني”، مؤكدا أنها شكّلت عبر العصور “القلب النابض للجزائر”، وأن أي طرح انفصالي لا يعدو كونه خروجا عن الإجماع الوطني وخيانة لرسالة الشهداء القائمة على وحدة البلاد.


وفي مقال له نشرته جريدة الخبر، أوضح فراد أن النزعة الانفصالية “بذرة دخيلة” نشأت في سياق السياسة الكولونيالية خلال القرن التاسع عشر ضمن منطق “فرّق تسد”، وقد تصدى لها الجزائريون طيلة فترة الاحتلال الفرنسي. وأضاف أن عودتها بعد الاستقلال ارتبطت بجملة عوامل، من بينها إقصاء البعد الأمازيغي من تعريف الشخصية الوطنية في بدايات الدولة المستقلة، وهو ما اعتبره خطأً تاريخيا، مستشهدا في ذلك بشهادة أحمد طالب الإبراهيمي.


وأشار الكاتب إلى أن تفاقم أزمة الهوية دفع تيارا متطرفا في منطقة القبائل إلى تبني فكرة الانفصال، قبل أن تتدارك الدولة خطورة الوضع، خاصة خلال عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، من خلال دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، وهو ما اعتبره “قرارا حاسما” أفشل رهانات دعاة الانفصال، الذين قال إنهم يحظون بدعم أطراف معادية للجزائر، وعلى رأسها فرنسا.


واعتبر فراد أن هذه التيارات تحولت إلى “أداة ضغط” تُستعمل للمساس بالسيادة الوطنية والتشويش على الخيارات السياسية للجزائر، مضيفا أن مشروع الانفصال “لا يتجاوز كونه واجهة ومصدر ارتزاق لشبكات متطرفة تنشط في الخارج وتحظى بتغطية إعلامية منحازة”.


وفي سياق حديثه عن إعلان ما سُمّي بـ“الاستقلال” في 14 ديسمبر 2025، وصف فراد الخطوة بأنها “إعلان وهمي بلا شعب ولا أرض”، مشددا على أن سكان منطقة القبائل “متمسكون بجزائريتهم” وأنهم كانوا في طليعة من حرر البلاد من الاستعمار الفرنسي. واستدل على “عزلة” دعاة الانفصال بحادثة طردهم من حفل فني أقيم مؤخرا بمدينة ليل الفرنسية.


وعاد فراد إلى استعراض محطات تاريخية تؤكد، حسبه، عمق البعد الوطني لمنطقة القبائل، مذكّرا بمكانة بجاية كعاصمة في العهد الحمادي ودورها العلمي والحضاري، وبمساهمتها في مقاومة الاحتلال الإسباني ثم الفرنسي، وصولا إلى دورها المحوري في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، واحتضانها مؤتمر الصومام، ومشاركتها في مفاوضات إيفيان.


وختم فراد مقاله بالتأكيد على أن التشكيك في وطنية منطقة القبائل “غير مبرر”، محذرا في الوقت نفسه من خطابات الكراهية، التي اعتبرها “الخزان الحقيقي الذي يغذي النزعة الانفصالية”، داعيا إلى التصدي لها حفاظا على الوحدة الوطنية.


حكيم ش





 
 
 
bottom of page