top of page

المغرب : اشتباكات، اعتقالات وجرحى في صفوف المتظاهرين والشرطة

  • cfda47
  • 1 أكتوبر
  • 2 دقيقة قراءة
ree

يبدو أن المغرب يعيش منذ أشهر على إيقاع تحركات شعبية متصاعدة، تقودها هذه المرة فئة الشباب، فيما يراه مراقبون بداية لمرحلة جديدة من الصراع الاجتماعي والسياسي، بعد سنوات من الركود النسبي الذي فرضته آلة القمع منذ أحداث الريف وجرادة سنة 2017.


المؤشرات الأولى لعودة الحراك برزت مع تزايد الاحتجاجات المحلية في القرى والمدن الهامشية، حيث خرج سكان مناطق جبلية مثل أيت بوكماز في يوليوز الماضي بمسيرات استمرت يومين، طالبوا خلالها بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبنى التحتية. نجاح هذه الخطوة ألهم مناطق أخرى، منها أزيلال وتاونات، لتطلق مسيرات مشابهة.


الحدث الأبرز وقع منتصف سبتمبر في مدينة أكادير، حين احتشد الآلاف أمام مستشفى الحسن الثاني، الذي يصفه السكان بـ”مستشفى الموت”، في مظاهرة حاشدة سلطت الضوء على أزمة القطاع الصحي.


جيل جديد يقتحم المشهد

غير أن المفاجأة الكبرى تمثلت في بروز حركة شبابية أطلقت على نفسها اسم “جيل Z 212”. هذه المجموعة، التي تتبنى قضايا الصحة والتعليم والتشغيل، نظمت مظاهرات متزامنة يومي 27 و28 سبتمبر في مدن كبرى مثل الدار البيضاء وطنجة، وصلت حدّ قطع الطريق السيار الرابط بين الشمال والعاصمة.


وما يميز هذا الجيل أنه يتحرك خارج الأطر الحزبية والنقابية التقليدية، معتمداً على شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتنظيم، في تعبير عن قطيعة مع أساليب النضال السابقة.


يسار مشتّت ونقابات مقيدة

رغم الحضور النشط لعدد من المناضلين اليساريين في حركات احتجاجية متفرقة، إلا أن الأحزاب اليسارية الكبرى اكتفت بتوجيه رسائل تحذيرية للسلطات حول خطورة الوضع، من دون الانخراط في قيادة موجة الغضب الجديدة. أما النقابات، فقد فقدت الكثير من مصداقيتها بعد سنوات من التنسيق مع الدولة تحت شعار “الشراكة الاجتماعية”، وهو ما جعلها عاجزة عن قيادة إضرابات عامة أو ربط الجسور مع الشباب المنتفض.


ما بعد سبتمبر : مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات

المحللون يجمعون على أن ما وقع في سبتمبر 2025 سيترك بصمته على المسار السياسي والاجتماعي للبلاد. فدخول جيل جديد إلى ساحة المواجهة، بخطاب يتجاوز المطالب الفئوية إلى قضايا الصحة والتعليم والبطالة، يفتح الباب أمام إعادة تشكيل الخريطة الاحتجاجية.


لكن الأسئلة تبقى معلقة: هل سينجح هذا الجيل في بناء هياكل تنظيمية مستمرة خارج العالم الافتراضي؟ هل ستلتقط القوى السياسية والنقابية التقليدية هذه الفرصة للتجدد؟ أم أن غياب الأفق التنظيمي سيترك المجال مفتوحاً أمام قوى أكثر محافظة أو راديكالية لملء الفراغ ؟ المؤكد أن المغرب، بعد سبتمبر 2025، لن يكون كما كان قبله.


حاج إبراهيم

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page