top of page

ثلاثون عامًا على تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية: ترقية اللغة والأمن الهوياتي في الجزائر

  • cfda47
  • قبل يومين
  • 3 دقائق قراءة

بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية، يُنظَّم يومي 27 و28 ماي 2025 بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، لقاء وطني علمي بعنوان: "ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر: السياق، المفاهيم والآثار السوسيومعرفية والمؤسساتية".


يُعتَبَر اللقاء حدث مهم جدًا لمناقشة قضايا الهوية والتراث الثقافي في الجزائر. فالاحتفال بثلاثين سنة على تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية يعكس الدور البارز الذي تلعبه هذه المؤسسة في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية.


الموضوع المطروح، وهو "ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي"، يسلط الضوء على العلاقة بين حماية الهوية الوطنية وتعزيز اللغات المحلية، مما يشير إلى تأثير ذلك على المؤسسات والبحث الاجتماعي. من المتوقع أن يكون هذا اللقاء فرصة لتبادل الأفكار بين الباحثين والخبراء في هذا المجال.


الأمازيغية في الجزائر لها وضعية خاصة، حيث تعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية إلى جانب العربية والإسلام.


في عام 2016، تم الاعتراف بها كلغة وطنية ورسمية في الدستور الجزائري، مما عزز مكانتها في المؤسسات التعليمية والإعلامية.


رغم هذا الاعتراف، لا تزال هناك تحديات تتعلق بتطبيق السياسات اللغوية، حيث تواجه الأمازيغية عراقيل في تعميم استخدامها في الإدارة والتعليم الرسمي. ومع ذلك، هناك جهود مستمرة لترقيتها، مثل إنشاء مجمع جزائري للغة الأمازيغية لتطويرها وتعزيز استخدامها.


وتلعب الأمازيغية دورًا مهمًا في الأمن الهوياتي لأنها تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتاريخية للجزائر. تعزيز الأمازيغية يعني حماية التنوع اللغوي والثقافي في البلاد، مما يعزز الشعور بالانتماء لدى المجتمعات الأمازيغية ويساهم في الوحدة الوطنية.


من خلال ترقية اللغة الأمازيغية، يتم تعزيز التعايش بين مختلف المكونات الثقافية، مما يحد من التوترات ويقوي الروابط الاجتماعية. كما أن الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية يساهم في ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث يضمن لكل فرد التعبير عن ثقافته ولغته بحرية.


تعزيز الأمازيغية لدعم الأمن الهوياتي يتطلب مقاربة شاملة تشمل مختلف المجالات، منها التعليم، الإعلام، والتشريعات الرسمية. ويمرّ ذلك عبر تعزيز تعليم اللغة الأمازيغية في المدارس والجامعات لضمان استمراريتها للأجيال القادمة، وتوفير برامج تعليمية تهتم بتاريخ وثقافة الأمازيغ لزيادة وعي المجتمع بأهميتها.


زيادة المحتوى الإعلامي باللغة الأمازيغية في التلفزيون والإذاعة والصحف يُعيد الاعتبار للهوية والثقافة الأمازيغية المتجذّرة في المجتمع الجزائري، كما أنّ دعم الإنتاج الثقافي والفني بالأمازيغية لتعزيز حضورها في المشهد العام، يعمل على ضمان تطبيق القوانين التي تحمي الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الجزائر، مرورا بدعم المؤسسات المعنية بترقية الأمازيغية وتعزيز دورها في السياسة الثقافية.


تشجيع استخدام اللغة الأمازيغية في المؤسسات والإدارات العامة لتكون جزءًا من التواصل الرسمي يساعد على تحفيز الشباب على استخدامها في فضاءات التواصل الاجتماعي لضمان استمرارها.


إعادة الاعتبار للغات الأصلية للشعوب يؤدي إلى مجتمع أكثر تنوعًا وانفتاحًا، حيث يتم الاعتراف بجميع الثقافات واللغات ويعزز الابتكار والإبداع من خلال دمج مختلف وجهات النظر والخبرات. كل هذه العوامل تجعل تعزيز لغات عانت التضييق، جزءًا أساسياً من بناء مجتمع أكثر عدالة واستدامة.


المحافظة السامية للأمازيغية في الجزائر تلعب دورًا محوريًا في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث تعمل على إدماجها في النظام التعليمي والإعلامي والسياسي.


تأسست المحافظة عام 1995، إبّان العشرية السوداء التي شهدت اغتيال العديد من المثقفين الأمازيغ. وترتبط المحافظة السامية للأمازيغية مباشرة برئاسة الجمهورية، مما يمنحها صلاحيات واسعة في تنفيذ سياسات دعم الأمازيغية.


من بين إنجازاتها: إدخال الأمازيغية في التعليم الأساسي والثانوي. فتح برامج جامعية متخصصة في اللغة الأمازيغية. تنظيم دورات تدريبية للباحثين والأساتذة المهتمين باللغة الأمازيغية. دعم الإعلام الناطق بالأمازيغية، مثل نشرات الأخبار في التلفزيون الجزائري. تعزيز استخدام الأمازيغية في المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني.

كما ساهمت المحافظة في ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور الجزائري عام 2016، مما عزز مكانتها في المشهد الوطني.


لكن…..رغم الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية في الجزائر، لا تزال تواجه عدة عراقيل تعيق انتشارها وتطويرها، منها : عدم تطبيق السياسات اللغوية بشكل كامل في المؤسسات والإدارات العامة. غياب استراتيجية واضحة لتعزيز استخدام الأمازيغية في الحياة اليومية. نقص الموارد التعليمية والمناهج المتخصصة في تدريس الأمازيغية، مقاومة بعض الفئات لفكرة تعزيز الأمازيغية، بسبب تصورات خاطئة حول تأثيرها على الهوية الوطنية. ضعف حضور الأمازيغية في وسائل الإعلام مقارنة باللغات الأخرى. نقص التمويل المخصص لدعم المشاريع الثقافية والتعليمية المتعلقة بالأمازيغية وغياب الدعم الكافي للإنتاج الأدبي والفني باللغة الأمازيغية. عدم توفر عدد كافٍ من المعلمين المؤهلين لتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس والجامعات، كلها عراقيل تمنع اللغة الأمازيغية من النهوض وتبرهن على عدم اهتمام الدولة بإعادة الاعتبار للغة الأمازيغية في الجزائر .


حكيم ش

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page