جيلالي سفيان ينسحب من الحياة السياسية : نهاية مرحلة أم بداية تحول ؟
- cfda47
- 24 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة

في خطوة مفاجئة تحمل دلالات عميقة، أعلن جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد"، انسحابه من الحياة السياسية، منهياً بذلك مسيرة امتدت لأكثر من عقدين من النشاط السياسي والمعارض. وجاء الإعلان عبر مقابلة مصورة بثها عبر منصاته الرسمية، أكد فيها أن قراره "نهائي" وأنه "لم يعد يرى جدوى من الاستمرار في العمل الحزبي ضمن الظروف الحالية".
اعلن جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد"، عن انسحابه من الحياة السياسية، في خطوة أثارت الكثير من ردود الفعل داخل الساحة الجزائرية. في مقابلة مصورة، أكد أن قراره جاء بعد سنوات من النضال السياسي، وأنه لم يعد يرى جدوى من الاستمرار في العمل الحزبي ضمن الظروف الحالية.
جيلالي سفيان كان من أبرز وجوه المعارضة في الجزائر، خاصة خلال فترة الحراك الشعبي، لكنه اتخذ لاحقًا مواقف أكثر اعتدالًا تجاه السلطة، خصوصًا تجاه الرئيس عبد المجيد تبون. ومع ذلك، عاد مؤخرًا لينتقد بشدة السياسات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات، معتبرًا أن البلاد بحاجة إلى "تغيير شامل في الأفكار".
من الحراك إلى الانسحاب: مسيرة متقلبة
جيلالي سفيان برز كأحد الأصوات المعارضة البارزة خلال الحراك الشعبي في 2019، حيث دعا إلى انتقال ديمقراطي سلمي ورفض تمديد ولاية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. إلا أن مواقفه شهدت لاحقًا تحولًا، إذ اختار الحوار مع السلطة بعد انتخاب عبد المجيد تبون، ما أثار انتقادات من بعض أطياف المعارضة التي رأت في ذلك "تنازلًا عن المبادئ".
ورغم مشاركته في بعض المشاورات السياسية، لم يتردد جيلالي سفيان في توجيه انتقادات حادة للسلطة، خاصة فيما يتعلق بتضييق الحريات، غياب الإصلاحات الاقتصادية، وتهميش الأحزاب السياسية. وفي تصريحاته الأخيرة، وصف الوضع السياسي في الجزائر بأنه "مغلق"، معتبرًا أن "السلطة لا تؤمن بالتعددية، بل تسعى إلى احتواء كل صوت مستقل".
رمزية الانسحاب: أزمة ثقة أم نهاية المعارضة؟
انسحاب جيلالي سفيان يثير تساؤلات حول مستقبل المعارضة الجزائرية، خاصة في ظل تراجع دور الأحزاب السياسية وتنامي الإحباط الشعبي من جدوى العمل السياسي. فهل يمثل هذا القرار نهاية مرحلة من المعارضة المؤسساتية؟ أم أنه يعكس أزمة ثقة أعمق بين الفاعلين السياسيين والسلطة؟
يرى بعض المراقبين أن انسحاب جيلالي سفيان قد يفتح المجال أمام وجوه جديدة، أكثر ارتباطًا بالحركات الاجتماعية والميدانية، فيما يعتبره آخرون مؤشرًا على انسداد الأفق السياسي في البلاد، حيث تغيب الضمانات الدستورية لعمل حزبي حر ومستقل.
ردود فعل متباينة
القرار أثار ردود فعل متباينة في الساحة السياسية. فبينما عبّر بعض النشطاء عن تفهمهم لخيبة الأمل التي دفعت سفيان إلى الانسحاب، انتقده آخرون معتبرين أن "الانسحاب في هذا التوقيت هو تخلي عن المعركة الديمقراطية". أما السلطة، فلم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن.
إلى أين يتجه "جيل جديد"؟
يبقى مصير حزب "جيل جديد" غير واضح، خاصة أن جيلالي سفيان كان الشخصية المحورية فيه. وفي غياب قيادة بديلة معلنة، يواجه الحزب تحديًا وجوديًا في الحفاظ على استمراريته ومصداقيته في المشهد السياسي.
حكيم ش



تعليقات