حرّاڤة : سبعة جزائريين قُصَّر يصلون إلى إسبانيا على متن قارب مسروق من الجزائر
- cfda47
- ٦ سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة

لم يشهد أرخبيل “بيتيُسَاس” (إيبيزا وفورمينتيرا) وصولاً مشابهاً منذ سنوات. فبينما سجل عام 2025 رقماً قياسياً في أعداد القوارب غير النظامية مقارنة بـ2024، برزت حادثة فريدة مساء الأربعاء عند السابعة مساءً على شاطئ “بلايا دي بوسا”: قارب صغير يقل سبعة قُصَّر مغاربيين فقط، دون أي مرافقين بالغين.
أكدت مصادر أمنية إسبانية أنّ جميع الركاب السبعة قُصَّر، في واقعة وُصفت بأنها غير مسبوقة في مسار الهجرة نحو إيبيزا. ففي جميع الرحلات السابقة كان لا بد أن يكون هناك بالغون، رجال بالأساس ونساء أحياناً، لكن لم يُسجَّل من قبل وصول مجموعة كاملة من الأطفال وحدهم.
أن يقطع سبعة صبية مسافة تقارب 300 كيلومتر عبر غرب المتوسط على متن قارب ترفيهي صغير، هو مغامرة تبدو أقرب إلى التهور منها إلى النجاة، وتجعل السلطات أمام لغز جديد في ديناميات الهجرة السرية.
قارب مسروق… ورحلة عابثة
المفاجأة لم تتوقف عند حد كون الركاب أطفالاً. فالتحقيقات أثبتت أن القارب نفسه، من طراز Open 550 – Geisa Naval المخصص للصيد أو النزهات الساحلية، قد سُرق من الجزائر، بحسب ما أبلغ مالكه للسلطات هناك ونقلته صحيفة Diario de Ibiza.
القارب أُدير بطريقة بدائية عبر توصيلات كهربائية مرتجلة، ما يكشف عن عشوائية استخدامه في رحلة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً أنّه ليس مجهزاً لقطع مسافات طويلة.
“رحلة إلى الشاطئ”؟
المشهد بدا أكثر غرابة عند معاينة الفيديوهات التي نشرها المهاجرون أنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي. يظهرون في لقطات وهم يرتدون قمصاناً خفيفة، سراويل قصيرة أو صنادل، وكأنهم في نزهة شاطئية لا عبوراً خطيراً بين قارتين. ابتساماتهم المبالغ فيها وتحديهم للموت في طريق يُسجَّل فيه ضحايا ومفقودون شهرياً بالآلاف، تركت انطباعاً باللامبالاة والطيش.
نهاية مؤقتة في مركز قُصَّر
عند وصولهم، تدخّلت شرطة إيبيزا المحلية ثم نُقلوا إلى مركز إيواء القُصَّر تحت إشراف الشرطة الوطنية. لكن حتى هناك، واصل هؤلاء المهاجرون الصغار نشر صور على الإنترنت، يظهرون فيها متعانقين، رافعين إبهامهم إلى الأعلى في دلالة على انتصار مؤقت.
غير أنّ الواقع القانوني قد يكون مختلفاً، إذ يواجه اثنان منهم – يُعتقد أنهما كانا يقودان القارب – خطراً حقيقياً بالسجن فور بلوغهما السن القانونية.
الحادثة أثارت جدلاً واسعاً في الصحافة الإسبانية: هل هي قصة “شجاعة مراهقة” لا تُصدَّق أم دليل جديد على تفاقم يأس المجتمعات المغاربية التي تدفع حتى أطفالها للمجازفة بحياتهم؟
وفي النهاية، يبقى المشهد صادماً: أطفال يهربون من وطنٍ لا يفتح لهم بابه، ليطرقوا أبواب أوروبا بقارب مسروق… وبابتسامة واثقة.
حكيم ش



تعليقات