حزب "الأرسيدي": "هجرة القُصر السبع مأساة تكشف إفلاس النظام”
- cfda47
- 8 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة

في حادثة مأساوية جديدة، اهتزّت الأوساط الجزائرية على وقع خبر هروب ثمانية مراهقين، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، عبر البحر الأبيض المتوسط على متن يخت صغير “مسروق” من ميناء تمنفوست قرب العاصمة الجزائرية. استغرقت رحلتهم نحو تسع ساعات قبل أن يصلوا إلى السواحل الإسبانية، تاركين وراءهم واقعاً مثقلاً بالخيبات، والأحلام المجهضة، وغياب الأفق.
هذه القصة ليست مجرد مغامرة خطيرة لقُصَّر يافعِين، بل مرآة مؤلمة لأزمة أعمق. فحينما يتحوّل الأطفال إلى مهاجرين سريّين و”سارقي” قوارب، فإن المشكلة ليست في انحرافاتهم الفردية، بل في إفلاس نظام سياسي جعل من الهروب خياراً، ومن اليأس قدراً.
نظام في حالة إفلاس
منذ عقود، يعيش الجزائريون على وقع وعود جوفاء لم تتحقق. التعليم غارق في أزمات بنيوية، التشغيل امتياز محصور في دائرة المحسوبية والزبونية، والشباب يُعامل كعبء ينبغي تدبيره بدل أن يكون ركيزة المستقبل. ومع كل قارب يبحر خفية عبر المتوسط، يتأكد أن الجيل الجديد يختار الهروب على البقاء في واقع مسدود.
عثمان معزوز، رئيس التجمع من أجل “الثقافة والديمقراطية”، اعتبر في بيانه أن مأساة هؤلاء الثمانية ليست حادثة عابرة، بل “ناقوس خطر” يكشف الانهيار الشامل للنظام القائم. وأضاف أن السلطة بدلاً من مواجهة مسؤولياتها، تواصل إلصاق التهم بـ« الأيادي الأجنبية »، بينما السبب الحقيقي هو السياسات الفاشلة والإهمال المستمر.
جرس إنذار لمستقبل البلاد
كل قارب يبحر، وكل غريق يختفي في عمق البحر، هو بحسب معزوز “تصويت صامت ضد هذا النظام”. فخسارة الشباب تعني خسارة مستقبل البلد بأسره. ولهذا دعا إلى “قطع العلاقة مع نظام الإفلاس وإعادة تأسيس الجمهورية على أسس الحقيقة والعدالة وضمان الحقوق”، مؤكداً أن المدرسة يجب أن تستعيد دورها، وفرص العمل ينبغي أن تكون حقاً لا امتيازاً.
قصة القُصَّر الثمانية ليست نهاية مأساة، بل بداية سلسلة إنذارات. تجاهلها قد يعني التحضير لفواجع أكبر، في وقت باتت فيه القطيعة مع واقع الانهيار أكثر من ضرورة.
حكيم ش



تعليقات