رشيد حماتو : صوت الأوراس الذي تجاهلته وزارة الثقافة الجزائرية
- cfda47
- 6 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة

في زمن تتعالى فيه الأصوات المنادية بإنصاف المثقفين والمبدعين، يظل الصحفي والمناضل والكاتب رشيد حماتو مثالًا صارخًا للتهميش الثقافي في الجزائر. رغم عطائه الغزير، وتفانيه في توثيق ذاكرة الأوراس، لم ينل الرجل حقه من الاعتراف الرسمي، وكأن الثقافة لا تعترف بأبنائها إلا إذا جاءوا من الخارج.
من هو رشيد حماتو؟
ابن المعذر بولاية باتنة، بدأ مسيرته بكاميرا بسيطة أهداها له أستاذه، وتحول لاحقًا إلى أحد أبرز المصورين والكُتّاب في الجزائر، إشتغل أستاذ لغة فرنسية، ومدرب تصوير. شغل منصب مسؤول في دار الثقافة بباتنة، ودرّس التصوير في المدرسة الجهوية للفنون الجميلة.
كتب عن العادات، التقاليد، والسياسة، وأقام معارض داخل الجزائر وخارجها، أبرزها في فرنسا.
رشيد حماتو يرى أن الصورة أبلغ من الكلام، ويعتبر عمله توثيقًا حيًا لهوية الأوراس وتاريخه. يؤمن بأن التراث الجزائري، خصوصًا في الأوراس، يستحق اهتمامًا أكبر من الجهات الرسمية، ويأسف لإهمال المعالم التاريخية مثل ضريح إمدغاسن وآثار بئر العاتر.

إسهاماته الثقافية
كتابه "احكِ لي الأوراس" ليس مجرد عمل أدبي، بل وثيقة حية تنقل نبض المنطقة، وتخلّد تراثها. حماتو لم يكتب من برج عاجي، بل من قلب الميدان، ومن نبض الناس.
أقام أول معرض له في ولاية تيزي وزو في الثمانينيات. وعرض أعماله في فرنسا (باريس، مرسيليا) وإسبانيا (برشلونة).
شارك في لقاءات ثقافية نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية، أبرزها تقديم كتابه في بلدية تاغيت سنة 2014.
التهميش الرسمي
رغم كل هذا، لم يحظَ بأي دعم من وزارة الثقافة. لم يُكرّم، لم يُمنح فرصة للنشر الرسمي، ولم يُدعَ للمشاركة في الفعاليات الكبرى. في المقابل، يُفتح الباب على مصراعيه لمن جاء من الخارج، وكأن الانتماء الحقيقي أصبح عبئًا لا ميزة.
ردود فعل المجتمع
عبر منصات التواصل، عبّر العديد من المثقفين والنشطاء عن تضامنهم مع رشيد حماتو، مطالبين بإنصافه، والاعتراف بعطائه. فهل ستصغي الجهات المعنية لهذه الأصوات؟
رشيد حماتو لا يطلب امتيازات، بل حقًا بسيطًا: الاعتراف. الاعتراف بأن الثقافة لا تُبنى بالميزانيات فقط، بل بالقلوب التي تنبض بها، وبالأقلام التي تكتبها من الداخل. إنصافه ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل ضرورة وطنية.
نسرين ج



تعليقات