زيارة وزير الاتصال إلى باتنة: دعم الإعلام بالأمازيغية ومسيرة النضال من أجل الهوية
- cfda47
- 17 مايو
- 2 دقائق قراءة

تحت إشراف المحافظة السامية للأمازيغية وبالتعاون مع ولاية باتنة وجمعية المراسلين والصحفيين الأوراس-باتنة. يشارك اليوم، السبت 17 مايو 2025 ، وزير الاتصال محمد مزيان، في فعاليات يوم دراسي بعنوان "الإعلام بالأمازيغية في الجزائر: تثمين للتجربة واستشراف للمستقبل". هذا الحدث ينظم في قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الحاج لخضر بباتنة 1.
وفقًا للبيان الصادر عن وزارة الاتصال يوم الخميس 15 مايو 2025، فإن هذا اليوم الدراسي حول الإعلام بالأمازيغية يأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التنوع اللغوي في الجزائر، وتطوير وسائل الإعلام الناطقة بالأمازيغية في مختلف المنصات. يهدف هذا اليوم الدراسي إلى ترقية الإعلام بالأمازيغية وتعزيز مكانته في المشهد الإعلامي الوطني، وتقييم التجربة الإعلامية باللغة الأمازيغية، وتسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، بمشاركة عدد من الأكاديميين والإعلاميين المتخصصين في المجال. كما يتضمن الحدث ورشات عمل ونقاشات حول سبل تحسين المحتوى الإعلامي وتوسيع نطاقه على المستوى الوطني.
الهوية الأمازيغية في الجزائر مرت بتحولات وتحديات عديدة عبر التاريخ، خاصة بعد استقلال البلاد عام 1962. كانت الفترة الأولى تحت حكم أحمد بن بلة تشهد تركيزًا على القومية العربية، وهو ما أدى إلى تهميش الأمازيغية في السياسات الرسمية والتعليم، حيث لم يكن يُسمح باستخدام المصطلح علنًا قبل 1988. هذه السياسات أثارت ردود فعل من النشطاء والمثقفين الأمازيغ الذين رأوا أنها إقصاءٌ لمكون رئيسي من الهوية الجزائرية.
بالإضافة إلى ذلك، كان للدعم المصري بقيادة جمال عبد الناصر تأثير في تشكيل الخطاب السياسي الجزائري آنذاك، حيث ساد توجه لتعزيز الهوية العربية في البلاد، ما دفع الكثير من الأمازيغ إلى التعبير عن إحباطهم وشعورهم بالظلم الثقافي رغم مشاركتهم الكبيرة في حرب التحرير. مع مرور الوقت، بدأت المطالب بإعادة الاعتراف باللغة الأمازيغية تزداد، خصوصًا مع أحداث الربيع الأمازيغي عام 1980، والتي كانت نقطة تحول في تاريخ الحركة الأمازيغية في الجزائر.
الحركة الأمازيغية في الجزائر: بين التحديات والإنجازات في تعزيز الهوية الثقافية
الحركة الأمازيغية في الجزائر لا تزال تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الهوية الثقافية واللغوية، حيث تعمل بشكل مستمر على توسيع نطاق استخدام الأمازيغية في مجالات التعليم والإعلام. في السنوات الأخيرة، حققت هذه الحركة مكاسب ملحوظة، أبرزها ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور عام 2016، مما ساعد على تعزيز مكانتها في المؤسسات الرسمية والمجتمع.
على مستوى التعليم، هناك جهود متزايدة لإدراج اللغة الأمازيغية في المناهج الدراسية، حيث تُدرس الآن في العديد من الولايات الجزائرية، مع مطالبات بتوسيع نطاقها لتشمل جميع المناطق. هذا التوسع يأتي في إطار السياسات الحكومية الرامية إلى تعزيز التنوع اللغوي والاعتراف الرسمي بالأمازيغية كجزء من الهوية الوطنية، خاصة بعد ترسيمها لغة رسمية في الدستور عام 2016. مع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بنقص الكوادر المؤهلة لتدريس الأمازيغية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تطوير المناهج والمحتوى التعليمي لضمان انتشارها بشكل أوسع.
أما في الإعلام، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في المحتوى الناطق بالأمازيغية، سواء عبر الصحافة المكتوبة أو القنوات التلفزيونية مثل القناة الأمازيغية العمومية.
إلى جانب ذلك، تستمر الحركة الأمازيغية في الدفاع عن الحقوق الثقافية، وتعزيز حضورها في الحياة السياسية والاجتماعية، من خلال تنظيم فعاليات، ندوات، وأنشطة تهدف إلى الحفاظ على التراث الأمازيغي وتطويره.
اليوم، أصبحت الأمازيغية لغة رسمية في الدستور الجزائري، لكن لا تزال هناك تحديات تتعلق بتوسيع استخدامها في التعليم والإعلام، وهو ما تسعى المؤسسات الرسمية والنشطاء إلى تطويره تدريجيًا.
حاج ابراهيم
Comments