top of page

شبكة تهريب القطع الأثرية في قبضة الدرك الوطني: ضربة نوعية لحماية التراث الجزائري

  • cfda47
  • 22 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة
ree

في سياق الجهود المكثفة لحماية التراث الثقافي الوطني، تمكنت فرقة حماية الممتلكات الثقافية التابعة للدرك الوطني مؤخرًا من تفكيك شبكة إجرامية خطيرة تنشط في تهريب القطع النقدية الأثرية، في عملية نوعية نُفذت بإحكام بين ولايتي وهران ومعسكر.


في ضربة موجعة لشبكات تهريب التراث الثقافي، أوقفت مصالح الدرك الوطني بوهران شبكة إجرامية تنشط في المتاجرة بالقطع الأثرية، بعد تحريات دامت لأسابيع وأسفرت عن حجز العشرات من القطع النقدية النادرة التي تعود لفترات تاريخية مختلفة.


العملية التي وُصفت بأنها ضربة قاصمة لمافيات تهريب التراث، جاءت بعد سلسلة من التحريات المعمّقة، حيث تمّ تتبّع تحركات أفراد الشبكة ومراقبة أنشطتهم المشبوهة، خصوصًا عبر المنصات الرقمية التي استُخدمت كواجهة لعرض الكنوز الأثرية للبيع.


وقد أسفرت العملية عن حجز 97 قطعة نقدية أثرية ذات قيمة تاريخية كبيرة، تعود لفترات متنوعة تشمل العهد الروماني، والعثماني، وحتى الفترة المقاومة بقيادة الأمير عبد القادر. كما تم حجز أدوات مخصصة لكشف المعادن، بالإضافة إلى مركبة كانت تُستخدم في نقل هذه القطع بين الولايات.


وأوقفت عناصر الدرك الوطني ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخامسة والخمسين، يُشتبه في أنهم يشكّلون نواة شبكة وطنية تنشط في المتاجرة غير القانونية بالممتلكات الثقافية. وقد تم تقديمهم أمام العدالة، حيث وُجهت لهم تهم تكوين جمعية أشرار، وحيازة ونقل ممتلكات ثقافية دون ترخيص، بالإضافة إلى محاولة تهريب تراث وطني.


وفي تصريح لأحد مسؤولي الدرك الوطني، أكد أن هذه العملية تأتي في إطار "مواصلة التصدي لمحاولات طمس الهوية التاريخية للبلاد واستغلال التراث لأغراض تجارية غير قانونية"، مشددًا على أن هناك المزيد من الإجراءات قيد التنفيذ لتعزيز الرقابة على المواقع الأثرية ومحاربة التنقيب غير الشرعي.


الجدير بالذكر أن الجزائر تُعد من أغنى الدول في شمال إفريقيا من حيث تنوّع الموروث الثقافي والحضاري، وهو ما يجعلها هدفًا دائمًا لشبكات دولية متخصصة في تهريب الآثار. وتُعد هذه العملية تأكيدًا جديدًا على التزام الدولة الجزائرية بحماية هذا الإرث من العبث والاستغلال.


هذه العملية الأمنية النوعية التي نفذتها فرقة حماية الممتلكات الثقافية سلّطت الضوء مجددًا على خطورة استهداف الإرث الوطني، واستغلال الفضاء الرقمي كمنصة لترويج الكنوز التاريخية خارج الأطر القانونية.


نسرين ج

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page