top of page

صوّتت لصالح قرار "خطة ترامب" في غزة : هل زالت رواية " الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة "؟

  • cfda47
  • قبل 3 أيام
  • 2 دقيقة قراءة
ree

أثار تصويت الجزائر لصالح مشروع القرار الأمريكي المتعلق بإدارة الوضع في غزة جدلاً سياسياً واسعاً، باعتباره خطوة غير متوقعة من دولة بنت جانباً من رمزيتها الدولية على الانحياز الثابت للقضية الفلسطينية ورفضها لأي ترتيبات تمسّ شرعية المقاومة أو تفرض وصاية أجنبية على الأراضي المحتلة. القرار، الذي يقدّم صيغة لإدارة قطاع غزة تحت غطاء دولي، اعتبرته جهات عديدة انزياحاً جزائرياً عن منهج دبلوماسي تاريخي يقوم على دعم الحركات التحررية ورفض منطق الإملاءات.


من منظور الحكومة، جاء التصويت في سياق مسايرة ديناميكية دولية تحاول احتواء حرب مدمّرة، مع السعي لتفادي العزلة داخل مجلس الأمن، ودفع الملف نحو مسار تفاوضي أقل كلفة إنسانية.


التبرير الرسمي يرتكز على فكرة “التعامل البراغماتي” مع موازين القوى داخل المنظمة الأممية، حتى وإن كان النص المقترح غير مثالي. غير أن هذا التوجه، في نظر منتقديه، يتجاهل البعد الرمزي والسياسي لموقف الجزائر التاريخي، ويقحمها في اصطفاف يضعف صدقيتها كداعم ثابت لحقوق الفلسطينيين.


على الجهة المقابلة، جاء موقف حركة مجتمع السلم صارماً ومباشراً. الحركة أدانت تصويت الجزائر واعتبرته خروجاً واضحاً عن الثوابت التي التزمت بها الدبلوماسية الجزائرية لعقود. في بيانها، وصفت مشروع القرار الأمريكي بأنه محاولة لفرض وصاية دولية منحازة تعيد تشكيل غزة بطريقة تفصلها عن محيطها الفلسطيني وتستهدف نزع سلاح المقاومة، في لحظة يُظهر فيها الفلسطينيون واحدة من أقوى مراحل الصمود والمواجهة. الحركة ترى أن منح الشرعية لهذا النوع من المقاربات يشكّل خدمة مجانية للمشروع الإسرائيلي، ويؤسس لمرحلة أخطر على القضية الفلسطينية.


تؤكد الحركة أن أي “سلام” حقيقي يبدأ بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الكاملة، وليس بتجريد المقاومة من أدواتها أو تهميش المؤسسات الدولية التي تُقدِّم المساعدات. كما دعت الدبلوماسية الجزائرية إلى العودة إلى المبادئ المستمدة من الثورة الجزائرية، وتجنب خطوات تقوّض الثقة الشعبية والعربية في الجزائر كصوت حرّ في القضايا العادلة.


في المحصلة، التصويت الجزائري فتح باباً لأسئلة مؤجلة حول حدود التحول في السياسة الخارجية، ومدى قدرة الدولة على الحفاظ على ثوابتها في ظل نظام دولي ضاغط ومتقلب. وبين ضرورة تفسير الموقف الرسمي بوضوح، واستمرار الانتقادات الداخلية من قوى سياسية مثل حركة مجتمع السلم، يبدو أن النقاش حول سياسة الجزائر تجاه فلسطين لن يهدأ قريباً، بل سيتحول إلى اختبار حقيقي لمدى تمسّك السلطة بالرأسمال الرمزي الذي راكمته عبر عقود من الانحياز الصريح لحق الشعوب في التحرر.


نسرين ج

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page