من الزنزانة إلى المنصة العالمية : محمد تجاديت ينتزع جائزة حرية التعبير وهو مضرب عن الطعام
- cfda47
- قبل 7 ساعات
- 2 دقيقة قراءة

محمد تجاديت، أحد أبرز الأصوات الشعرية المنبثقة من الحراك الشعبي الجزائري، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الرابع على التوالي داخل السجن، احتجاجاً على ظروف اعتقاله التعسفي والحكم الجائر الذي صدر بحقه مؤخراً. في خضم هذه المعركة الجسدية والرمزية، جاء إعلان فوزه بجائزة حرية التعبير في مجال الفن من منظمة Index on Censorship ليشكل لحظة فارقة، تجمع بين الاعتراف الدولي والخذلان المحلي.
تجاديت، الذي اشتهر بإلقاء قصائده بالدارجة في ساحات الحراك منذ 2019، لم يكن مجرد شاعر، بل حامل صوت جماعي يرفض القمع ويطالب بالكرامة والعدالة. قصائده، التي مزجت بين الإيقاع الشعبي والرسائل السياسية، تحولت إلى شعارات تتردد في المسيرات، ما جعله عرضة للاعتقال المتكرر، قبل أن يُدان مؤخراً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهم تتعلق بحرية التعبير.
الجائزة التي منحته إياها منظمة Index on Censorship البريطانية، المعنية بالدفاع عن حرية التعبير حول العالم، جاءت لتكرّس مكانته كرمز فني مقاوم، وتسلط الضوء على التناقض الصارخ بين تقدير العالم لإبداعه وشجاعته، وبين القمع الذي يتعرض له في بلده. لجنة التحكيم وصفت أعماله بأنها "تجسيد شعري للكرامة الشعبية"، وأشادت بقدرته على تحويل الألم إلى فعل فني مقاوم.
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بهذا التكريم، يواجه تجاديث خطر التدهور الصحي بسبب الإضراب، وسط صمت رسمي وتجاهل قضائي. هذا التوازي بين الاعتراف الدولي والانتهاك المحلي يعيد طرح أسئلة جوهرية حول حرية التعبير في الجزائر، ويستدعي تضامناً واسعاً مع كل الأصوات الحرة التي تُقمع باسم النظام أو الأمن.
فوز تجاديت ليس مجرد جائزة، بل شهادة على أن الكلمة الحرة لا تُسجن، وأن الشعر يمكن أن يكون سلاحاً في وجه الظلم، وأن الاعتراف الرمزي قد يتحول إلى أداة ضغط من أجل العدالة. في قصائده، كما في صمته داخل الزنزانة، يواصل تجاديث كتابة فصل جديد من المقاومة، حيث يصبح الجسد نفسه قصيدة احتجاج.
حاج إبراهيم



تعليقات