ناصر الزفزافي يودّع والده الراحل في الحسيمة وسط تعاطف شعبي واسع

وصل المعارض المغربي ناصر الزفزافي، قائد “حراك الريف” والمدان بالسجن لعشرين سنة، إلى مدينة الحسيمة صباح الخميس للمشاركة في جنازة والده أحمد الزفزافي، الذي توفي يوم الأربعاء مساءا بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

ومنحت المندوبية العامة لإدارة السجون ناصر الزفزافي إذنًا استثنائيًا لمغادرة سجن طنجة 2 بشكل مؤقت، وذلك لتمكينه من حضور مراسم تشييع والده وإلقاء النظرة الأخيرة عليه. ومن المرتقب أن تقام الجنازة عصر اليوم في مسقط رأس العائلة ببلدة أجدير قرب الحسيمة.

وأظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ناصر الزفزافي وهو يتلقى التعازي من جيرانه وأبناء الحي وأقاربه أمام منزل العائلة. وتفاعل العديد من النشطاء المغاربة مع المشهد، واعتبروه خطوة إنسانية إيجابية من السلطات، خصوصًا بعد أن سُمح له في وقت سابق بزيارة والده أثناء فترة مرضه.

مسار الزفزافي: بين الاعتقال والتحصيل الدراسي

ناصر الزفزافي، الذي برز كأحد أبرز وجوه الحراك الاحتجاجي الذي عرفته منطقة الحسيمة ومناطق الريف بين عامي 2016 و2017 عقب وفاة بائع السمك محسن فكري، يقضي حكمًا بالسجن 20 عامًا منذ 2018 إلى جانب عدد من رفاقه.

ورغم ظروف الاعتقال، تمكّن الزفزافي من الحصول على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بميزة حسن، بعد 24 سنة من انقطاعه عن مقاعد الدراسة، وفق ما أعلن والده الراحل على صفحته بفيسبوك العام الماضي.

جنازة والد الزفزافي أعادت إلى الواجهة مطالب حقوقيين وناشطين بتمتيع ناصر ورفاقه بعفو ملكي لإنهاء الملف نهائيًا، خصوصًا في ظل ما يعتبره البعض “طبيعة اجتماعية وسلمية” لمطالب الحراك.

وكانت ثلاث منظمات حقوقية دولية قد تقدمت في وقت سابق بمذكرة إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي، تدعو فيها إلى الإفراج عنه واعتبار اعتقاله “تعسفيًا”.

وبين مشاعر الحزن على رحيل الأب، والتعاطف الشعبي مع الابن، عادت قضية حراك الريف لتتصدر النقاش العام بالمغرب، وسط آمال بطي صفحة أحد أكثر الملفات التي أثارت جدلًا خلال السنوات الأخيرة.

• والد ناصر الزفزافي: « أدعو أحرار و حرائر العالم أن يتضامنوا معنا للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الريف »

نسرين ج