460 هارباً في عام واحد : لماذا أصبحت إسبانيا الوجهة الأولى للفارين الأجانب من العدالة ؟

لطالما كانت إسبانيا وجهة مفضلة للفارين من وجه العدالة، حيث يجذبهم مناخها المشمس، وحياتها الليلية الصاخبة، وسهولة الاندماج في مجتمعاتها المتنوعة. إلا أن هذا الملاذ لم يعد آمناً كما كان في السابق، إذ تكثف السلطات الإسبانية جهودها لتعقب واعتقال هؤلاء الهاربين.

وبحسب تقرير نشره موقع “العربي الجديد” في 30 ماي 2025، فإن قسم تعقب الهاربين التابع للشرطة الإسبانية ألقى القبض على 460 هارباً خلال العام الماضي، معظمهم من الأجانب، مقارنة بـ390 في عام 2023. 

ومن بين أبرز المعتقلين زعيم عصابة كافاك الصربي نيكولا فوسوفيتش، وزعيم الكارتل البيروفي عمر لويس كاستانيدا، المشتبه بتورطه في 16 جريمة قتل.

ويشير التقرير إلى أن إسبانيا تجذب الهاربين بسبب جودة الحياة، وسهولة الوصول إلى المرافق، وموقعها الجغرافي الذي يسهل التنقل بين أوروبا وأميركا وأفريقيا. ومع ذلك، فإن السلطات الإسبانية تواصل جهودها في تعقبهم عبر المراقبة والتعاون الدولي، مؤكدة أن الصبر هو مفتاح النجاح في القبض عليهم.

الجزائر ليست في منأة عن الظاهرة 

تشير البيانات المتوفرة إلى أن عدد الجزائريين المقيمين في إسبانيا بشكل قانوني بلغ حوالي 70,511 شخصًا حتى عام 2022، مع تركزهم في مدن مثل فالنسيا، برشلونة، ومدريد ، معظمهم من رجال المال والسياسة.

و فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، تُظهر الإحصاءات أن السلطات الإسبانية سجلت في عام 2021 وصول ما لا يقل عن 10,000 مهاجر جزائري غير نظامي إلى السواحل الإسبانية، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالعام السابق . 

كما أشار تقرير صادر عن وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” إلى أن 67% من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط حتى نهاية جوان 2021 كانوا من الجنسية الجزائرية، أي ما يعادل حوالي 4,717 شخصًا .

و تُعرف هذه الظاهرة في الجزائر باسم “الحرقة”، وهي تشير إلى المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، وغالبًا ما يقومون بحرق وثائق هويتهم لتجنب الترحيل في حال القبض عليهم .

وتُعد هذه الأرقام مؤشرات على التحديات المستمرة التي تواجهها الجزائر في مجال الهجرة، سواء القانونية أو غير القانونية، وتسلط الضوء على الحاجة إلى سياسات فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتعزيز التعاون مع الدول المستقبلة.

حكيم ش