إسبانيا : توقيف جزائري وتزايد أعداد ضحايا الهجرة عبر المتوسط
- cfda47
- 11 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

في مدينة أليكانتي الإسبانية، قرر قاضٍ محلي سَجن مواطن جزائري لمدة ثلاث سنوات، بعد أن ثبتت مسؤوليته عن تنظيم رحلة بحرية سرية نقلت 12 مهاجراً جزائرياً إلى السواحل الإسبانية يوم 25 نوفمبر 2024. الناشط الحقوقي الإسباني فرانسيسكو خوسيه كليمنتي مارتين أكّد أن العملية تمت خارج الأطر القانونية، ما أدى إلى إدانة المتهم وسجنه.
وفي سياق متصل، تدخلت فرق الإنقاذ البحري قبالة سواحل إيبيزا قبل يومين لإنقاذ قارب كان يواجه مصيراً مشابهاً، بعد أن عُثر عليه على بُعد 35 كيلومتراً من جزيرة فورمنتيرا. القارب انطلق من مدينة تيبازة الجزائرية، وعلى متنه 14 مهاجراً، بينهم أربع فتيات وامرأتان، وقد تم إنقاذهم جميعاً وهم في حالة جيدة، وفق المصادر ذاتها.
لكن ما يبدو وكأنه أحداث متفرقة، يُخفي وراءه أزمة إنسانية عميقة تتفاقم مع مرور الأيام.
تقرير جديد صادر عن منظمة Caminando Fronteras يكشف عن أرقام صادمة: منذ بداية عام 2025، لقي 328 شخصاً حتفهم أو فُقدوا خلال محاولاتهم عبور البحر من الجزائر نحو إسبانيا. والأسوأ أن الأرقام العامة تشير إلى وفاة 1,865 مهاجراً في الفترة بين يناير ومايو فقط. هؤلاء الضحايا لم تلتهمهم الأمواج فقط، بل سقطوا ضحية لسياسات هجرة قاسية وغياب الإمكانيات اللازمة للإنقاذ.
الطريق البحري عبر المحيط الأطلسي لا يزال يحمل لقب “الطريق الأكثر فتكاً”، نتيجة لضعف المراقبة الجوية وعدم كفاية الموارد المخصصة للبحث والإنقاذ. القوارب البدائية المعروفة باسم “كايكوس”، القادمة من موريتانيا، تسجل النسبة الأكبر من الكوارث، حيث اختفت 38 منها هذا العام بالكامل، بمن فيها من مهاجرين، مخلفة وراءها صدمة لا تمحى لعائلات بأكملها.
أما الخسائر البشرية، فتتجاوز الأرقام؛ إذ يُظهر التقرير أن من بين الضحايا 112 امرأة و342 طفلاً. الأطفال، على وجه الخصوص، يدفعون ثمناً باهظاً في ظل سياسات لا تضمن لهم حتى الحق في الحياة.
شهرا يناير وفبراير كانا الأكثر دموية، فيما تبيّن أن الضحايا ينحدرون من 22 دولة، مع تزايد ملحوظ في أعداد المهاجرين القادمين من شرق إفريقيا وآسيا.
مأساة الهجرة غير النظامية عبر المتوسط لم تعد مجرد قضية إنسانية، بل تحوّلت إلى أزمة إقليمية تتطلب تحركاً عاجلاً لإنقاذ الأرواح ووضع حد للنزيف المستمر في الأرواح، والضمائر.
حكيم ش



تعليقات