top of page

احتجاجات إسرائيلية غير مسبوقة ضد تجويع غزة : صوت الضمير في قلب تل أبيب

  • cfda47
  • 24 يوليو
  • 2 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 24 يوليو


ree

في مشهد غير مألوف داخل إسرائيل، خرج مئات المواطنين الإسرائيليين مساء الثلاثاء في مظاهرة حاشدة وسط مدينة تل أبيب، احتجاجًا على سياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومتهم ضد سكان قطاع غزة المحاصر. وتحت شعار "مسيرة الطحين"، حمل المتظاهرون أكياسًا من الدقيق وصورًا لأطفال فلسطينيين يعانون من الهزال، تعبيرًا عن رفضهم لما وصفوه بـ"جريمة العصر".


في مشهد نادر ومؤثر، شهدت مدينة تل أبيب مساء الثلاثاء مظاهرة ضخمة تحت عنوان "مسيرة الطحين"، حيث خرج مئات الإسرائيليين، من بينهم نشطاء يساريون وعائلات جنود وأسرى، احتجاجًا على سياسة التجويع التي تنتهجها حكومتهم ضد سكان غزة.


المتظاهرون حملوا أكياسًا من الطحين وصورًا لأطفال فلسطينيين يعانون من الهزال، في تعبير رمزي عن التضامن مع سكان القطاع الذين يواجهون مجاعة حادة. اللافتات التي رُفعت كُتبت بالعربية والعبرية والإنجليزية، منها: "نقف ضد التجويع في غزة" و"لا تفقدوا تعاطفكم".

•مشاهد مؤثرة ورسائل قوية

المشاركون وصفوا سياسة التجويع بأنها "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، وطالبوا الحكومة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا. أحد المتحدثين تساءل: "ما الذي نشعر به كإسرائيليين حين نرى أماً تدفن أبناءها أحياء في غزة؟"


المحتجون، الذين ينتمون إلى حركة "نقف معًا" اليسارية، ساروا باتجاه مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا الجوع" و"افتحوا الممرات الإنسانية". وقال الناشط ألون لي جرين، أحد منظمي المسيرة: "نسير حاملين صور أطفال غزة الذين ماتوا جوعًا على يد حكومتنا وجيشنا. لا نقبل هذا، وندعو الناس إلى رفض التجويع ورفض القتل ورفض الإبادة".


•تضامن يتجاوز الحدود

المظاهرة نظمتها حركة "نقف معًا"، التي دعت أيضًا إلى وقفات احتجاجية في الناصرة وبئر السبع، ضمن سلسلة فعاليات تطالب بوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة. هذا التحرك الشعبي داخل إسرائيل يعكس تصاعد الغضب الداخلي والدولي من الكارثة الإنسانية في غزة، ويُعد تطورًا لافتًا في المشهد السياسي والاجتماعي.


الاحتجاجات لم تقتصر على الداخل الإسرائيلي، بل امتدت إلى مدن عالمية مثل واشنطن ونيويورك وباريس، حيث طالب المتظاهرون بوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، مؤكدين أن سياسة العقاب الجماعي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.


•كارثة إنسانية تلوح في الأفق

تأتي هذه التحركات في ظل تقارير أممية تؤكد تفشي المجاعة في غزة، ووفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد. وتشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى وفاة أكثر من 100 طفل بسبب الجوع منذ أكتوبر 2023، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي ونقص حاد في المواد الأساسية.


مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وصف الوضع في غزة بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، مؤكدًا أن ما يدخل القطاع لا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية. منظمة اليونيسيف أعلنت أن 470 ألف شخص يواجهون جوعًا كارثيًا، بينهم 71 ألف طفل بحاجة عاجلة للعلاج من سوء التغذية.


مدير الإغاثة الطبية في غزة حذّر من موت جماعي وشيك، مشيرًا إلى أن القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة. وكالة الأونروا أكدت تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة خلال الأشهر الأخيرة.


•هل تمثل هذه الاحتجاجات نقطة تحول؟

وسائل إعلام دولية أبرزت المظاهرة باعتبارها تحولًا نادرًا في الداخل الإسرائيلي، حيث شارك فيها يهود وعرب من قوى يسارية. صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وصفت التفسيرات الرسمية بشأن مجزرة الطحين بأنها "غير مقنعة"، مما يعكس تزايد الضغط الداخلي والدولي على الحكومة.


رغم أن الرافضين للحرب يشكلون أقلية داخل المجتمع الإسرائيلي، فإن هذه المظاهرات تعكس تصاعدًا في الوعي الإنساني، وتفتح الباب أمام تساؤلات أخلاقية عميقة حول دور المواطن في مواجهة سياسات حكومته. فهل تكون "مسيرة الطحين" بداية لتحول داخلي يضغط باتجاه إنهاء الحصار؟ أم أنها مجرد صرخة في وجه آلة الحرب الصامتة؟



حاج ابراهيم

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page