الحريات في الجزائر تحت مجهر النقد : دبلوماسي سابق يحذّر من “انحراف مبرمج”
- cfda47
- قبل 3 أيام
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: قبل يومين

كتب عبد العزيز رحابي ، الدبلوماسي والوزير السابق مقالاً نقدياً قويّ اللهجة تحت عنوان : « تراجع مبرمج للحرية في الجزائر… أزمة أكثر من قدر محتوم ؟»، سلّط فيه الضوء على ما وصفه بأخطر انتكاسة تعرفها الحريات الفردية والجماعية منذ إقرار أول دستور تعددي في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
واعتبر الدبلوماسي السابق أن المشهد السياسي الوطني يشهد في السنوات الأخيرة تراجعاً ممنهجاً في منسوب الحريات، بلغ حدّ نقل النقاش السياسي من الداخل الجزائري إلى الخارج، في سابقة لم تسجل حتى خلال سنوات العشرية السوداء. ويرى أن هذا التحول يعكس عجزاً بنيوياً عن إدارة الحوار السياسي داخل البلاد، ما جعل شبكات التواصل الاجتماعي ساحة النقاش الأساسية، في ظل غياب قنوات وطنية فعالة للنقاش العام.
وحذّر المسؤول السابق من أن تدويل النقاش الداخلي يضع الجزائر أمام مخاطر ضغط دبلوماسي متزايد من قوى أجنبية تؤوي نشطاء سياسيين وإعلاميين بالخارج، بما يفتح الباب أمام استغلال خارجي للملفات الحقوقية والسياسية.
وفي السياق ذاته، انتقد الكاتب وضع المؤسسة القضائية، معتبراً أنها “تدفع ثمن المصداقية والاستقلالية”، بعدما جرى ـ حسب وصفه ـ توظيفها سياسياً، الأمر الذي يعطي صورة دولة تفتقد إلى سلطة مضادة مؤسساتية فاعلة، ويحوّل التعسف إلى أسلوب ضمني في الحكم. واستشهد بعدة قضايا وأسماء، من بينها الصحفي سعد بوعقبة وعبد الواكيل بلام وغيرهما، باعتبارهم “ضحايا هذا الانحراف المبرمج” في منظومة الحكم.
وشدد الوزير السابق على أن أي مشروع سياسي أو برنامج اقتصادي لا يمكن أن يكتب له النجاح دون “التزام حر وطوعي وتوافقي من الشعب”، مؤكداً أن المناخ الحالي لا يتيح هذا الشرط الأساسي، إذ بات المواطنون أكثر انشغالاً بقضايا الإمدادات والأزمات العالمية الراهنة مقارنة بالانخراط في النقاش حول التحديات الوطنية الداخلية.
وعاد المقال إلى قراءة تاريخية تؤكد ـ حسبه ـ أن فترات الإغلاق الإعلامي والسياسي في الجزائر كانت دوماً مقترنة بتفاقم مظاهر الفساد، وتصاعد الاعتقالات، وتضييق الحريات، فضلاً عن ت radicalisation القوى السياسية وتنامي عزوف المواطنين عن الشأن العام. وفي مثل هذه السياقات، يفقد المجتمع حيويته ويتحول إلى “مجرد مجموع من المصائر الفردية”، بينما يصبح الصمت والانتهازية “فضيلة وطنية” بدل المشاركة والمسؤولية.
وختم الدبلوماسي السابق مقاله بنبرة تشاؤمية ناقدة، معتبراً أن المأساة الحقيقية تكمن في عدم استخلاص الدروس من الأزمات السابقة، ولا من تجارب الدول الأخرى، ما يهدد بإعادة إنتاج نفس الاختلالات السياسية والاجتماعية التي عصفت بالبلاد في مراحل تاريخية مضطربة.
حاج إبراهيم



تعليقات