بعد اتهامات بالتضييق على الحريات الدينية : تبون يزور الفاتيكان بدعوة من البابا ليون الرابع عشر
- cfda47
- 23 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 24 يوليو

يشرع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوم غد، في زيارة رسمية إلى دولة الفاتيكان، حيث سيلتقي بالبابا ليون الرابع عشر في أول لقاء رسمي بين الطرفين منذ اعتلاء الأخير كرسي البابوية. وتأتي هذه الزيارة في سياق حساس، على خلفية انتقادات دولية وحقوقية كانت قد وُجّهت للجزائر في السنوات الأخيرة بشأن الحريات الدينية، لا سيما ما يخص الجماعات المسيحية داخل البلاد.
وتأخذ الزيارة طابعًا رمزيًا وروحيًا خاصًا، بالنظر إلى اهتمام البابا الجديد بالجزائر، وخصوصًا بمسقط رأس القديس أوغسطين في سوق أهراس، شرق البلاد. وكان البابا قد عبّر في رسالة شخصية وجهها للرئيس تبون في مايو المنصرم عن “رغبته الصادقة” في زيارة الجزائر، وهي الرسالة التي نقلها السفير الجزائري لدى الفاتيكان، رشيد بلادهان، عقب مشاركته في قداس تنصيب البابا.
ويُنظر إلى البابا ليون الرابع عشر على أنه صاحب ارتباط روحي عميق بالقديس أوغسطين، إذ لا يخفي تأثره بفكره، وسبق له أن وصف نفسه بـ”ابن أوغسطين”. كما يحمل شعاره البابوي رموزًا مستمدة من تعاليم هذا المفكر المسيحي، ما يُبرز عمق العلاقة الفكرية والروحية بين البابا والرهبنة الأوغسطينية التي ينتمي إليها.
وتُعد زيارة الرئيس تبون للفاتيكان فرصة لإعادة ترميم صورة الجزائر في المحافل الدينية والدولية، بعد أن تعرّضت لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان بشأن إغلاق كنائس غير مرخصة وملاحقة نشطاء من الطائفة البروتستانتية.
وكان البابا قد أبدى، منذ توليه منصبه، اهتمامًا واضحًا بتعزيز الحوار الديني، وقد قام بزيارة مفاجئة إلى مقر رهبنة القديس أوغسطينوس في روما، مؤكداً تمسكه بمبادئ الوحدة والانفتاح، ما ينسجم مع رغبة الجزائر الرسمية في تصحيح المسار وبناء علاقات جديدة أكثر شفافية وتفاهمًا مع الفاتيكان.
وقد تمهّد هذه الزيارة أيضًا لتحقيق رغبة البابا في زيارة مدينة سوق أهراس، لما تحمله من قيمة رمزية بوصفها مسقط رأس أحد أبرز أعلام الفكر المسيحي، وهو ما قد يُشكّل بادرة طيبة نحو تجاوز التوترات وإعادة فتح قنوات الحوار.
في المجمل، تحمل هذه الزيارة أبعادًا تتجاوز الطابع الدبلوماسي، لتلامس قضايا دينية وثقافية وإنسانية حساسة، وسط تطلعات لإعادة بناء الثقة وتعزيز التفاهم بين الجزائر والفاتيكان، في مرحلة يأمل فيها الطرفان تجاوز الإرث الثقيل من الشكوك والانغلاق.
حكيم ش



تعليقات