تصريح ابتسام حملاوي: بين التحذير من المنصات الرقمية وسؤال الشرعية الحقوقية
- cfda47
- 16 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

في زمن باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي منبرًا حرًا ومتنفسًا للرأي العام، أطلقت ابتسام حملاوي، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، تصريحًا مثيرًا للجدل حذّرت فيه من "آفة العصر الرقمية"، متهمةً إياها بنشر الفتن والشائعات عبر خوارزميات موجهة. التصريح جاء خلال فعالية أكاديمية بجامعة جيجل، وسط حضور رسمي ومدني.
تصريحات ابتسام حملاوي بخصوص خطورة منصات التواصل الاجتماعي تأتي في سياق تصاعد القلق الدولي من الدور الذي تلعبه هذه المنصات في تشكيل الرأي العام والتأثير على السلوك الاجتماعي والسياسي. ومع أن دعوتها لضبط هذه الوسائل تبدو في ظاهرها حريصة على حماية النسيج المجتمعي، إلا أنها تثير تساؤلات جوهرية حول حدود الرقابة ومساحات الحرية الفردية.
خلفية التصريح
حملاوي، التي لم تكن تحظى بظهور يُذكر في ساحات الدفاع عن الحريات والحقوق، بدت وكأنها تكتشف مفهوم حقوق الإنسان في لحظة سياسية دقيقة، وتتبنى خطابًا يتقاطع بشكل واضح مع توجهات الدولة لضبط الفضاء الرقمي. وقد أثار هذا التباين تساؤلات واسعة حول أهلية الموقف الحقوقي ومصداقيته.
التداعيات على الرأي العام
يرى كثيرون أن التصريح جاء كمحاولة لتأطير الحرية الرقمية، خصوصًا في وقت يتزايد فيه اللجوء إلى الإنترنت كمنبر نقد ومساءلة. وخرجت أصوات تشكك في نوايا الخطاب، متسائلين كيف لشخصية حديثة العهد بحقوق الإنسان أن تخوض في قضايا الحريات الرقمية دون مسارٍ حقوقي واضح.
بالمقابل، لقي التصريح ترحيبًا من بعض الجهات الرسمية التي تنظر إلى المجتمع المدني كشريك في محاربة "حروب الجيل الخامس". منصات التواصل اشتعلت بوسوم ونقاشات حادة حول حدود الرقابة ومفهوم السيادة الرقمية.
قراءة نقدية
التركيز على الجوانب السلبية دون الاعتراف الكامل بالقدرات التحررية لهذه المنصات يختزل دورها الحقيقي في المجتمع المدني. فالدعوة إلى "ضوابط قانونية" قد تفتح الباب أمام رقابة مفرطة أو تضييق على حرية التعبير، خصوصًا إذا لم تكن محددة ومبنية على أساس شفاف. خصوصا وأن إبتسام حملاوي لم تتطرق إلى أهمية تعزيز حرية الإعلام الرقمي أو دعم الصحافة المستقلة، وكأن المطلوب فقط هو التقييد دون منح أدوات مقاومة للمحتوى المضلّل.
في سياق كهذا، يصبح التصريح ليس مجرد موقف فردي، بل إشارة إلى تحول محتمل في الخطاب الرسمي تجاه الفضاء الرقمي، مع غياب واضح لرؤية حقوقية تراعي حرية التعبير وتعدد الأصوات. التساؤل الأهم: هل تتحول مواقع التواصل إلى ساحة معركة أم تبقى منبرًا حرًا في وجه الرقابة؟
حكيم ش



تعليقات