غياب الجزائر عن قمة شرم الشيخ للسلام : موقف مبدئي أم رد دبلوماسي؟
- cfda47
- قبل يومين
- 2 دقيقة قراءة

في مشهد دبلوماسي جمع أكثر من عشرين دولة، غابت الجزائر عن قمة شرم الشيخ للسلام، التي انعقدت برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق عملية إعادة الإعمار. هذا الغياب أثار تساؤلات حول خلفياته السياسية والرمزية، خاصة في ظل مشاركة دول عربية وإسلامية بارزة.
قمة شرم الشيخ من أجل السلام والإغاثة (2025) هي قمة دولية رفيعة المستوى عُقدت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، بتاريخ 13 أكتوبر 2025، بمشاركة رؤساء دول وحكومات، وممثلين رفيعي المستوى عن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، وعدد كبير من المنظمات الإنسانية والمالية الدولية.
تحفظات جزائرية على الإطار السياسي للقمة
مصادر دبلوماسية جزائرية أكدت أن غياب الجزائر لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تحفظات على طبيعة القمة ومخرجاتها المتوقعة. فالقمة، التي رُوّج لها كمنصة دولية للسلام، عُقدت دون مشاركة رسمية من إسرائيل أو حركة حماس، ما اعتبرته الجزائر "إخلالًا بالتوازن السياسي" و"محاولة لتسويق اتفاق أمريكي أحادي الجانب".
الوثيقة الأمريكية التي طُرحت خلال القمة، والمتضمنة 21 بندًا حول مستقبل غزة، لم تُعرض على الجزائر مسبقًا، ما عزز شعورها بالإقصاء من مسار دبلوماسي يُفترض أن يكون جامعًا.
رد على تصريحات فلسطينية مثيرة للجدل
الغياب الجزائري تزامن مع تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها القيادي في حركة حماس، خليل الحية، الذي قال إن "الجزائر لم تقدم شيئًا للقضية الفلسطينية". هذه التصريحات أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الجزائرية، ورد عليها الرئيس عبد المجيد تبون مؤكدًا أن "الجزائر لا تقبل المزايدة على مواقفها التاريخية"، وأنها "لن تشارك في قمم تُدار بمنطق الإملاء".
موقف مبدئي من مسارات التطبيع
الجزائر، التي ترفض التطبيع مع إسرائيل، ترى أن بعض المسارات الدبلوماسية الأخيرة تُستخدم لتبرير الاحتلال أو لتجاوز الحقوق الفلسطينية الأساسية. غيابها عن القمة يعكس تمسكها بموقف مبدئي، يرفض أي تسوية لا تنطلق من قرارات الشرعية الدولية أو من إجماع عربي حقيقي.
قمة بلا إجماع… ورسائل متعددة
رغم مشاركة دول مثل فرنسا، تركيا، قطر، الأردن، إندونيسيا، والسلطة الفلسطينية، فإن غياب الجزائر ألقى بظلاله على القمة، خاصة أن الجزائر تُعد من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
الرسالة الجزائرية كانت واضحة: لا سلام دون عدالة، ولا إعادة إعمار دون مساءلة.
نسرين ج
تعليقات